الدكتور قاسم ذكي يكتب عن تهريب الآثار المصرية (25): متفرقات من اندر القطع الأثرية المصرية في متاحف العالم

في الحلقات الخمس السابقة من تلك السلسلة من مقالاتنا الأسبوعية عن “تهريب الآثار المصرية” ذكرنا اهم القطع المشهورة التي سُربت خارج البلاد ولها شهرة عالمية وهي (حجر رشيد، وتمثال رأس نفرتيتي، وقبة معبد دندرة السماوية، وتمثال رمسيس الثاني بتورين، وأيضا بردية تورينو)، ولكن القطع المصرية التي بالخارج يقدرها البعض بأكثر من ثلاثة ملايين قطعة، فخريطة الأثار المصرية المنهوبة والمسروقة بجانب التي أهداها حكام أسرة محمد على وبعض ممن تلاهم من حكام المحروسة لا تقتصر على فرنسا وإنجلترا وإيطاليا فقط، بل تمتد أيضاً للولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وروسيا والدنمارك وغيرهم من دول أوروبا، بل منها ما وصل إلى البرازيل، كما كشف لنا ذلك حريق متحف البرازيل القومي في ريودي جانيرو في 2 سبتمبر 2018م.
بردية هاريس وتماثيل “سخم كا” و”حم أيونو” و”عنخ حاأف“
فبجانب القطع البارزة أعلاه هناك آلاف أخرى نادرة وموزعة هنا وهناك في مختلف متاحف العالم، مثل بعض أوراق البردي وخاصة بردية “هاريس” (Papyrus Harris) التي يتزيّن بها المتحف البريطاني، وكذلك تمثال “سخم كا” الذي بيع في مزادٍ علني (باعه متحف نورث أمبتون البريطاني (Northampton) لمشتر مجهول في يوليو 2014م، ومتواجد الآن في الولايات المتحدة الأمريكية. أيضا تمثال “حم أيونو” مهندس الهرم الأكبر والموجود بمتحف “هيلدزهايم” بألمانيا، وتمثال “عنخ حااف” مهندس الهرم الثاني للملك خفرع معروض بمتحف الفنون الجميلة ببوسطن، بالولايات المتحدة الأمريكية.
أكثر من 100 ألف في بريطانيا:
وكما ذكرنا أن بريطانيا تحتفظ بحجر رشيد في المتحف البريطاني، فإن هذا المتحف يخصص 7 قاعات لعرض الأثار المصرية القديمة التي تبلغ 100 ألف قطعة أثرية، والتي تتنوع ما بين تماثيل أثرية ومومياوات وأثاث ومجوهرات وبرديات تاريخية. وفى العام 2001م أُهُديت للمتحف البريطاني مجموعة “ووندروف”، وتشمل 6 ملايين قطعة أثرية ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ في مصر والسودان، كما توجد المسلة المصرية (تسمى مسلة كليوباترا) التي أهداها محمد على باشا للإنجليز عام 1819م، وتم نصبها (عام 1878م) في ميدان يطل على نهر التايمز بلندن.
في فرنسا توجد 4 مسلات مصرية، ثلاثة منها تمت عملية سرقتها خلال الحملة الفرنسية التي غزت مصر (1798-1801م)، والرابعة أهداها محمد على باشا لفرنسا عام 1829م، والتي كانت منتصبة في مدخل معبد الأقصر، وتعانق السماء الأن لكن في ميدان الكونكورد بباريس.
وعدد لانهائي في متاحف فرنسا:
وفى متحف اللوفر يوجد قناع نفرتيتي الذهبي، وتمثال الكاتب المصري، ورأس لتمثال الملك “رع” ابن الملك خوفو- في مدخل الجناح المصري. وبالمتحف أيضا تمثال للملك رمسيس الثاني، وتمثال للملك أخناتون، وتمثال للملك أمنحتب. ولن ننسى أيضاً أعمال النسيج الخاصَّة بقصر “إبريم” التي كانت موجودةً في النوبة المصرية، وتمثال الملك خفرع الجالس على مقعده وخرطوشاً منقوشٌ به اسم الملك وبجانبه زوجته على يساره. وتمثال الملكة حتشبسوت وعمدة طيبة “سن نفر” وتوابيت للأسرتين الحادية والعشرين والثانية والعشرين. وذلك بخلاف العدد اللانهائي الذي يوجد في المتحف من القطع الأثرية المصرية والتي تزيد عن 50 ألف قطعة، حتى أنه تم توسيع مساحة العرض بالمتحف ليشمل 31 قاعة جديدة لكي تستوعب القطع الأثرية المصرية التي استولى عليها الفرنسيون أثناء حملتهم لغزو مصر، هذا بجانب الأثار التي أهداها محمد على باشا وأبناءه وأحفاده لفرنسا خلال حكم الأسرة العلوية.
وغرب الأطلنطي سافرت أثارنا هناك:
وكجده محمد على باشا قام الخديوي إسماعيل في عام 1879م بإهداء مسلة مصرية للولايات المتحدة الأمريكية وهي منتصبة حالياً في حديقة سنترال بارك بمدينة نيويورك. كما يوجد تمثال نصفي لأحد النبلاء يُعرض في متحف الفن الراقي في بوسطن، وأيضا تتواجد بعض الأوعية الفخارية الأثرية والودائع والمجوهرات الثمينة التي كانت تنتمي للملك رمسيس الرابع والمعروضة في متحف المتروبوليتان.
اخترنا لك : مباحثات مصرية جنوب أفريقية لتسريع تسجيل منتجات الألبان
ومتاحف إيطاليا لم تتأخر:
وفى الشاطئ المقابل لنا للأبيض المتوسط حيث إيطاليا، تُعرض أيضاً في روما وحدها حوالي ثمان مسلّات مصرية تنتمي لتحتمس الثالث والرابع، كما ذكرنا آنفا. بل في إيطاليا يضم المتحف المصري بتورينو (Museo Egizie) 32500 قطعة اثريه مصرية معروضة، تشمل تماثيل الآلهة والتوابيت والمجوهرات الخاصة بالملوك المصريين القدماء وأدواتهم في الحياة اليومية. وقد أسس هذا المتحف عام 1824م، وجميع مقتنياته من الأثار المصرية التي تم نهبها وسرقتها من مصر قبل إنشاءه والتي تواصلت بعد إنشاءه طوال فترة حكم أسرة محمد على، خاصة في عهد الملك فؤاد الأول الذي كان مولعاً بالإيطاليين، وتضم حاشيته الكثير من الإيطاليين المقيمين في مصر.
وحتى أنت يا إسرائيل:
وحتى إسرائيل استحوذت على سيف الملك الفرعوني توت عنخ آمون “سيف المنجل” وتمثال آخر لأبي الهول حيث يعرضا في المتحف الإسرائيلي في تل أبيب. أما البرديات الآرامية التي توثّق حياة اليهود في مصر فقد هُرّبت إلى سويسرا حيث تعرض في جنيف.
ريختر و”الارميتاج” و “بوشكين” والدب الروسي:
وأيضا ذهبت أثارنا إلى روسيا، والتي افتتحت يوم الأحد 28 فبراير 2016م، في متحف الفن بمدينة “فورونيج” معرض “مصر الخالدة”، هذا المتحف يضم أقدم المجموعات المصرية في روسيا. ومعرض “مصر الخالدة” هذا ضم عددًا من الآثار المصرية في ذكرى مرور 200 عام على جمعها، بمعرفة الرحالة الروسى “أوتو فريدريش فون ريختر”، الذي قام برحلة إلى مصر عام 1815م، تزامنت مع الاهتمام المتزايد بعلم الآثار المصرية في أوروبا، بعد صدور مجلّدات “وصف مصر” فى أعقاب “الحملة الفرنسية”. وتضم الآثار المعروضة تابوتًا خشبيًا لكاتب مصري بطول يقارب المترين، يعود إلى الأسرة الـ21، وعدد من القطع الفريدة وتمثال لأبو الهول من الحجر الجيري، يعود إلى العصر المتأخّر، وقطعة حجرية نُقشت عليها ألقاب الملك سنوسرت الثالث من الأسرة الثانية عشرة (الدولة الوسطى)، وتمثال صقر يعود إلى العصر المتأخر. ويوجد ضمن الآثار كبش يعود إلى الأسرة الـ19 (الدولة الحديثة)، إضافة إلى عدد من تماثيل الأوشابتى الصغيرة التي كانت توضع في المقابر المصرية القديمة.
ومن المعلوم أنه يوجد العديد من الآثار المصرية المسروقة في متحف “الارميتاج أو الهيرميتاج “ (Hermitage Museum) بمدينة “سان بطرسبورج” الروسية، حيث تعد المجموعة المصرية أهم ما يميز هذا المتحف، والذي يعد واحد من أكبر المتاحف العالمية. وكذا هناك مجموعة أخرى كبيرة من الآثار المصرية في متحف “بوشكين للفنون الجميلة” بالعاصمة موسكو.
دكتور قاسم زكى؛
أستاذ الوراثة بكلية الزراعة جامعة المنيا،
عضو اتحاد الأثريين المصريين، وعضو اتحاد كتاب مصر