عمر عبد الحميد يكتب .. من هنا يتحقق الأمن الغذائي للعرب
مع مرور عشر سنوات على انطلاقة معرض جلفود للتصنيع، تتزايد أهميته كحدث مركزي يجمع بين الابتكارات والتكنولوجيا الحديثة التي يحتاجها قطاع التصنيع الغذائي في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي، خاصة في ظل الأزمات العالمية والتوترات الجيوسياسية التي تهدد سلاسل الإمداد حول العالم، أصبح من الضروري أن تركز الدول العربية على تعزيز أمنها الغذائي، من خلال تأمين احتياجاتها الغذائية محليًا وتخفيف الاعتماد على الاستيراد.
يجب علي الحكومات العربية أن يكون لديها توجه واضح نحو تطوير منظومة التصنيع الغذائي العربي بحيث تضم أحدث التقنيات في الآلات والمعدات وخطوط الإنتاج، ومن هنا يأتي دور معرض جلفود للتصنيع والمعارض الدولية المتخصصة في عرض آخر الابتكارات في هذا المجال، بما يشمل تقنيات التعبئة والتغليف الذكية التي تقلل من هدر الأغذية وتحافظ على جودتها لأطول فترة ممكنة، إضافة إلى عرض الحلول المتقدمة التي تساعد على تحسين كفاءة الإنتاج وتوفير الطاقة وتقليل تكاليف التشغيل.
أحد أهم أسس تحقيق الأمن الغذائي يكمن في تعزيز مكونات ومدخلات الإنتاج، وتوطين الصناعات الزراعية والغذائية، وهو ما يعني أن تمتلك الدول العربية القدرة على إنتاج المواد الخام المستخدمة في التصنيع الغذائي.
من هنا يتحقق الأمن الغذائي للوطن العربي، حيث يضم معرض جلفود للتصنيع جميع حلقات تأسيس صناعات غذائية قوية، حيث يضم المعرض خطوط الانتاج الاساسية وماكينات التعبئة والتغليف ومدخلات الانتاج والمركزات ومكسبات الطعم والرائحة، فضلًا عن الابتكار وأحدث التكنولوجيات العالمية في التصنيع الغذائي، وغيرها.
اصبحت الكرة الآن في ملعب الحكومات العربية، ويجب عليها تقديم حوافز للمستثمرين والشركات والاستثمار في البنية التحتية، لجذب الشركات العالمية والاقليمية لتوطين صناعات المكونات ومدخلات الانتاج والاستفادة من التطور التكنولوجيا في مجال المكينات وخطوط الانتاج والتعبئة والتغليف، لضمان منتجات عالية الجودة قادرة على المنافسة العالمية.
يجب عدم التعامل مع المعرض علي انه مجرد منصة منصة لعرض الآلات والمنتجات، بل هو محفز أساسي للتغيير الصناعي في المنطقة، ومساهم فعّال في توجيه الاستثمارات نحو القطاعات الحيوية.