خبير: شات جي بي تي خطر على الفكر والصحة العقلية ويُسرّع الإصابة بالخرف

حذر الدكتور محمد إبراهيم المصري، أستاذ هندسة الميكروتشيبس بجامعة واترلو الكندية، من الاستخدام المفرط لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وعلى رأسها شات جي بي تي، مشيرًا إلى ما وصفه بـ”التهديد الحقيقي” الذي تمثله هذه التقنية على الفكر والإبداع والصحة العقلية للمستخدمين، خاصة فئة الشباب.
“شات جي بي تي لا يُفكر.. هو مجرد أداة بحث متقدمة”
وشدد الدكتور المصري على أن شات جي بي تي ليس تطبيقًا ذكاءً اصطناعيًا حقيقيًا كما يعتقد كثيرون، بل هو أشبه بمحرك بحث متطور يخضع بشكل كامل لتوجيهات المبرمج، بما في ذلك طريقة البحث، ترتيب النتائج، وحتى التحيزات الفكرية المحتملة.
وأضاف: “هو ما يتبع فقط ما صممه المطور، وقد يحمل داخله توجهات أيديولوجية أو ثقافية لا يعيها المستخدم العادي”.
وأشار إلى أن هناك سؤالًا جوهريًا في الأوساط الأكاديمية لم يُجب عنه بعد: هل يعتمد التطبيق على كل ما هو متاح من معلومات بجميع اللغات؟ وماذا عن المراجع غير المتوفرة رقميًا؟
الإجابة وفقًا لرأيه: “محدودية”.
استخدامه في التعليم؟ “غش أكاديمي وجريمة نشر”

وأكد الأستاذ الجامعي أن شات جي بي تي بات يُستخدم بشكل واسع بين الطلاب لكتابة الأبحاث والمقالات، واصفًا هذا السلوك بأنه “غش أكاديمي صريح”، بل وتصل بعض الاستخدامات إلى “انتهاك واضح للملكية الفكرية” – خصوصًا عند نقل نصوص دون ذكر مصدر أو استخدام محتوى غير موثوق في مقالات علمية أو أدبية.
ولفت إلى أنه بصفته عضوًا في الجمعية العالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي الآمن (ومقرها سان فرانسيسكو)، يتم حاليًا مناقشة هذه المخاطر على نطاق واسع، مؤكدًا أن التطبيق قد يسبب ما وصفه بـ**”الكسل العقلي” وتآكل ملكة الاستنتاج والبحث الحقيقي**.
علاقة بين الإفراط في استخدام الذكاء الاصطناعي والخرف؟
ربما يكون أخطر ما طرحه الدكتور المصري هو الربط بين الاستخدام المستمر لتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وعلى رأسها شات جي بي تي، وارتفاع احتمالات الإصابة بمرض الخرف، مؤكدًا أن العقل مثل الجسد يحتاج إلى تمرين مستمر: “كلما اعتمدت على الآلة في التفكير، كلما فقدت مهاراتك الإدراكية تدريجيًا”.
وأشار إلى أن هناك بالفعل أبحاثًا أولية تُجرى حاليًا لقياس العلاقة بين كثافة استخدام هذه التطبيقات وظهور أعراض فقدان الذاكرة أو صعوبة التركيز والفهم، لا سيما بين الشباب الذين يستخدمونه بشكل مفرط.
وأكد: “الخطر موجود.. فقط لا أحد يحذر منه. لأن الشركات التي تسوّق لهذه التقنيات لن تخبرك بأنها قد تضر عقلك”.
شات جي بي تي لا يُغني عن العقل
أنهى الدكتور محمد المصري تصريحاته بتأكيد أن الاعتماد الكامل على مثل هذه التطبيقات لن يُنتج إبداعًا حقيقيًا، ولن يحل المشكلات المعقدة ذات الأبعاد السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية، بل على العكس، قد يؤدي إلى تفريغ الفكر من أدواته الأساسية: البحث، التساؤل، المحاكاة، والتجريب.
دراسة تكشف: علاقة مباشرة بين استخدام المراهقين لـ”وسائل التواصل” وتجربة المواد المخدرة