تقرير .. السعودية تستحوذ على 25% من صادرات الأسلحة الأمريكية

في عالم صناعة السلاح، تتنافس عدة دول على احتكار أكبر حصة من سوق صادرات الأسلحة العالمي.
لكن هناك أسماء بارزة تسيطر على معظم هذه الصفقات، وترصد الأرقام وتحليل معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) كيف تتوزع هذه القوة على الخارطة.
أميركا: الأول بلا منازع.. بس مين يشترى سلاحها؟

الولايات المتحدة الأميركية تظل الرائد الأول في تصدير الأسلحة، بحصة تصل إلى 36% من إجمالي الصادرات العالمية. ومع ما يقرب من 96 دولة زبون، لا يمكن إنكار مدى توسعها ونفوذها في هذا المجال.
الشرق الأوسط يمثل حوالي نصف مبيعاتها، والسعودية تأخذ نصيب الأسد منها بـ25%. رغم محاولات الكونغرس فرض قيود على مبيعات الأسلحة للسعودية، إلا أن الإدارة الأميركية والسعودية تجاوزا تلك العقبات لضمان استمرار تدفق الأسلحة التي دعمت توسع السعودية العسكري في المنطقة.
روسيا: الصاعد والهابط.. خسائر في بعض الأسواق وكبرياء في أخرى
روسيا تحافظ على مكانتها كثاني أكبر مصدر للأسلحة بحصة 20%، لكن تقلصت حصتها مقارنة بفترات سابقة. تراجع الطلب الهندي كان له أثر كبير، حيث خفضت الهند وارداتها من روسيا إلى النصف في محاولة لتنويع مصادر تسليحها.
موسكو لا تزال تركز على عدد قليل من الدول التي تمثل 90% من صادراتها، ويأتي في المقدمة الهند التي تستورد ما يقرب من نصف أسلحتها من روسيا. الصين والجزائر ومصر وفيتنام من بين المشترين الكبار كذلك.
فرنسا: سلاحها يوزع أوروبياً وعالمياً
فرنسا، رغم حجمها الصغير نسبياً، تبرز كقوة تصديرية هامة في أوروبا بحصة 23% من صادرات القارة. الغريب أن فرنسا تصدر أسلحة متقدمة لروسيا حتى قبل عام 2020، ما ساعد موسكو على تحديث قواتها العسكرية.
أكبر زبون فرنسي هو السعودية، التي تستمر باريس في تزويدها بالأسلحة رغم الانتقادات الدولية بشأن استخدامها في النزاعات.
الصين: السلاح الجديد في السوق العالمي

الصين تمثل حوالي 5% من سوق الأسلحة العالمي، وما زالت تعتمد جزئياً على أسلحة روسية مستوردة. لكن مع تزايد قدراتها الإنتاجية، بدأت الصين تبني سمعة قوية في تصنيع الأسلحة الحديثة مثل الطائرات المسيرة والصواريخ.
وتلعب الصين دورًا رئيسياً في تسليح جيرانها في آسيا وأفريقيا، مع باكستان كأكبر مستورد للأسلحة الصينية منذ التسعينات.
ألمانيا وإيطاليا: أوروبا تحافظ على مكانتها رغم الحذر

ألمانيا سجلت أرقاماً قياسية في تصدير الأسلحة عام 2021، مع مصر كأكبر مشترٍ. في حين أن ألمانيا تلتزم بشكل عام بالقيود على الأسلحة، إلا أن صادراتها إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي تظل قوية.
إيطاليا، من جهتها، تعتمد على بيع الأسلحة للدول غير الأوروبية مثل قطر والسعودية ومصر.
إسرائيل.. لاعب أساسي في سوق الأسلحة مع شبكة علاقات واسعة

إسرائيل تُعد من الدول الرائدة في تصنيع وتصدير الأسلحة، حيث تتميز بتقديم تقنيات متقدمة في مجالات مثل الأسلحة النارية والذخائر والمعدات العسكرية الحديثة، خصوصاً لصالح قواتها الأمنية، الجيش الإسرائيلي (IDF). وعلى الرغم من محدودية حجم صادراتها مقارنة بالولايات المتحدة أو روسيا، إلا أن إسرائيل تحافظ على مكانة قوية بين كبار المصدرين، مستهدفةً أسواقاً مهمة مثل الهند، التي تمثل 43% من مشترياتها، بالإضافة إلى أذربيجان (16%) وفيتنام (10%) والولايات المتحدة (4%).
الولايات المتحدة تُعد المورد الأكبر للسلاح لإسرائيل، إلى جانب عدة دول أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة، مما يعكس شبكة علاقات دفاعية متينة تجمع بين هذه الدول. كما توسعت صادرات الأسلحة الإسرائيلية إلى مناطق في جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية، في ظل ازدياد الطلب على التكنولوجيا العسكرية التي تميز الصناعة الإسرائيلية.
من ناحية أخرى، تبرز علاقات التعاون العسكري بين إسرائيل وتركيا، حيث تشتري تركيا معدات دفاعية عالية التقنية من إسرائيل، في مقابل تزويد الأخيرة بمنتجات مثل الأحذية العسكرية والزي الرسمي. هذه الديناميكية تُظهر أن سوق الأسلحة لا يخلو من التداخلات والتبادلات الإقليمية المعقدة، رغم التوترات السياسية أحياناً.