أكاديمية الحلال تعزز معايير الجودة والاستدامة في الأسواق العالمية
الزغبي: اتفاقيات دولية جديدة لتعزيز صناعة الحلال.. وتعاون بين البرازيل والدول الإسلامية
أكد الدكتور علي الزغبي، المدير العام لـ أكاديمية الحلال Academia Halal do Brasil ، أن معرض جلف فود لهذا العام يشهد تطورًا كبيرًا مقارنة بالسنوات السابقة، حيث يواصل التوسع ويجذب عددًا متزايدًا من المشاركين والزوار، مما يعزز مكانة الإمارات العربية المتحدة، وخاصة دبي، كمركز عالمي لصناعة الحلال في مختلف القطاعات، وليس فقط في قطاع الأغذية.
وكشف “الزغبي” فى تصريحات خاصة لـ”كومودتى ماركت” على هامش المعرض، عن زيادة المشاركة البرازيلية بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضي، مما يعكس اهتمام الشركات البرازيلية المتزايد بسوق الحلال، الذي لم يعد يقتصر على الدول العربية فقط، بل يمتد ليشمل الأسواق الإسلامية والعالمية.
وأضاف: “اليوم، تسعى جميع الشركات البرازيلية لضمان أن تكون منتجاتها معتمدة بشهادة الحلال، ليس فقط لضمان دخولها إلى الأسواق الإسلامية، ولكن أيضًا استجابةً للطلب المتزايد عالميًا على المنتجات الحلال”.
البرازيل.. قوة كبرى في صادرات الحلال
وأشار الزغبي إلى أن البرازيل تعد من أكبر مصدري المنتجات الحلال في العالم، حيث تمثل 30% من إجمالي صادرات البروتين الحيواني عالميًا، لافتًا إلى أن “3 من كل 5 أطباق يستهلكها المسلمون حول العالم تحتوي على منتجات برازيلية”.
وأضاف: “بدأت البرازيل تصدير الدواجن الحلال إلى المملكة العربية السعودية منذ عام 1976 بكمية 150 طنًا، واليوم تجاوزت صادراتنا 2 مليون طن من الدواجن الحلال سنويًا، بإجمالي تجارة بلغت 24 مليار دولار في عام 2024 فقط، تشمل اللحوم والدواجن والمنتجات المصنعة”.
“الأكاديمية الدولية للحلال” تسعى لتكون المرجع العالمي في تدريب وتأهيل المحترفين
دور أكاديمية الحلال في تعزيز الصناعة
أكد الزغبي أن الأكاديمية العالمية للحلال تلعب دورًا محوريًا في دعم هذه الصناعة، حيث تعمل على تدريب وتأهيل الكوادر في المصانع والمجازر لتعزيز فهمهم لمتطلبات المستهلك المسلم ومعايير الحلال.
وأضاف: “نحن لا نقتصر على قطاع البروتين فقط، بل توسعنا إلى مختلف المنتجات الحلال، حيث أصبحت المنتجات المصنعة في البرازيل متوفرة في كبرى الأسواق الإسلامية والعربية”.
رفع وعي المستهلك بأهمية الحلال
وتطرق الزغبي إلى الجهود المبذولة لتعزيز ثقة المستهلك في المنتجات الحلال، مشيرًا إلى أن الأكاديمية تعمل على توعية المستهلكين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، بأهمية المنتجات الحلال من حيث الجودة والأمان الغذائي. وأوضح: “الحلال ليس مجرد تصنيف غذائي، بل هو معيار للسلامة والجودة والاستدامة، وهو ما نسعى لنشره من خلال برامج توعوية بدأنا تنفيذها بالفعل داخل البرازيل، ونتطلع لتوسيعها إلى الأسواق الإسلامية”.
اتفاقيات دولية لتعزيز صناعة الحلال عالميًا
وكشف الزغبي عن أن الأكاديمية بدأت منذ سنوات إبرام شراكات استراتيجية داخل البرازيل، حيث تعاونت مع كبرى الشركات مثل BRF (فامبرز)، بالإضافة إلى اتفاقيات أكاديمية مع جامعات برازيلية، بهدف نشر مفهوم الحلال بين الأجيال الجديدة من القادة المستقبليين في هذه الصناعة.
وعلى المستوى الدولي، أوضح الزغبي أنه “سيتم توقيع اتفاقية تعاون مع الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة والزراعة على هامش معرض مكة حلال 2024، والتي تشمل 57 دولة إسلامية، إلى جانب الاستعداد لتوقيع اتفاقيات مماثلة مع العديد من الدول العربية والإسلامية لتعزيز معايير الحلال عالميًا”.
الأمين العام للغرفة الإسلامية للتجارة والتنمية : منتدى مكة للحلال بات حدثا سنويًا بارزًا لقادة وخبراء الصناعة في العالم
2025.. نحو مستقبل أكثر استدامة لصناعة الحلال
وحول مستهدفات الأكاديمية في العام المقبل، قال الزغبي: “لدينا العديد من الفعاليات المخطط لها عالميًا، وعلى رأسها منتدى الحلال البرازيلي لرواد الأعمال (Global Halal Brazil Business Forum)، الذي سيعقد في أكتوبر بمشاركة فخامة رئيس جمهورية البرازيل وعدد من الشخصيات المؤثرة في قطاع الحلال عالميًا”.
“الحلال.. معيار للبيئة والاستدامة والمسؤولية الاجتماعية”
وفي ختام حديثه، شدد الزغبي على أن الحلال ليس مجرد شعار على المنتجات، بل هو نظام متكامل يراعي الاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، موضحًا أن “المنتجات الحلال تتوافق مع معايير ESG (البيئة والاستدامة والحوكمة)، حيث تضمن الجودة، وتحترم حقوق العمال، وتراعي الرفق بالحيوان، لا يمكن اعتبار أي منتج حلالًا إذا كان إنتاجه يضر بالبيئة أو يخالف المعايير الأخلاقية في التعامل مع الحيوانات”.
وأضاف: “نحن في أكاديمية الحلال نعمل على نشر هذا المفهوم عالميًا، ونتطلع إلى المزيد من الشراكات مع الدول العربية والإسلامية لضمان مستقبل أكثر استدامة لصناعة الحلال عالميًا”.
لمشاهدة فاعليات حلال مكة 2025
