لأول مرة منذ 20 عامًا .. القطاع الخاص يسيطر على 75% من واردات القمح في مصر
تحول تاريخي في سوق الحبوب المصرية
 
						يشهد سوق القمح في مصر تحولًا غير مسبوق مع توسع الشركات الخاصة في نشاطها واستحواذها على حصة أكبر من الواردات، في وقت تواجه فيه البلاد انخفاضًا في إمدادات الذرة القادمة من أمريكا الجنوبية. وتشير التوقعات إلى أن واردات القمح والذرة ستصل إلى مستويات قياسية خلال الموسم الحالي.
القطاع الخاص يستحوذ على 75.8% من واردات القمح
منذ بداية العام التسويقي في يوليو، ارتفعت حصة الشركات الخاصة من واردات القمح إلى 75.8% من إجمالي الواردات، في مقابل 24% فقط للجهات الحكومية، وفقًا لتقرير صادر عن مؤسسة “إس آند بي جلوبال للسلع الأساسية”.
ويُعد هذا التحول الأكبر منذ عقدين، إذ كانت الجهات الحكومية تهيمن تقليديًا على تجارة القمح في مصر.
شركة “مستقبل مصر” تتولى إدارة واردات الدولة

منذ السادس من ديسمبر الماضي، أصبحت شركة مستقبل مصر الجهة المسؤولة عن إدارة واردات القمح لصالح الدولة، بعد أن كانت الهيئة العامة للسلع التموينية تتولى هذه المهمة.
وتتبنى الشركة استراتيجية جديدة تعتمد على الشراء المباشر من الموردين المحليين والدوليين، بدلاً من نظام المناقصات التقليدي الذي كان معمولًا به لسنوات.
وقال أحد التجار في القاهرة:
«ما زالت شركة مستقبل مصر تفتقر إلى الخبرة الكافية في التجارة الدولية، وإذا استمر الأداء بهذا الشكل، فقد يتولى القطاع الخاص مسؤولية واردات القمح بالكامل مستقبلاً.»
تراجع مؤقت في الواردات وارتفاع متوقع بالموسم الجديد

ووفقًا لبيانات الشحن، انخفضت واردات القمح المصرية بمقدار 626 ألف طن لتصل إلى 3.3 مليون طن خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر 2025.
وتتوقع إس آند بي جلوبال أن تصل الواردات في موسم 2025/2026 إلى 13.2 مليون طن، بزيادة قدرها 300 ألف طن عن الموسم السابق، لتلبية الاستهلاك المحلي المتوقع البالغ 20.2 مليون طن.
تحسن سعر الجنيه يعزز الطلب على القمح
في شهر أكتوبر، يتوقع المتعاملون زيادة الطلب على القمح بدعم من تحسن سعر الجنيه المصري بعد فترة تباطؤ في سبتمبر، حين كانت الأسعار المحلية أكثر تنافسية بفارق خصم بلغ 8 دولارات للطن.
وسُجلت عروض شراء القمح بنسبة بروتين 12.5% عند 252 إلى 253 دولارًا للطن شامل تكاليف الشحن إلى مصر، مقارنة بـ 255 دولارًا للطن لشحنات نوفمبر، مع انخفاض تكاليف الشحن من روسيا إلى مصر من 23 إلى 21 دولارًا للطن للسفن الصغيرة.
كما قُدّر سعر القمح المخصص للطحن لشحنات نوفمبر عند 231 دولارًا للطن في السابع من أكتوبر.
مصادر الاستيراد: تراجع روسي وصعود أوكراني

منذ يوليو، استوردت مصر 2 مليون طن من القمح الروسي، انخفاضًا من 2.58 مليون طن في عام 2024، بينما ارتفعت واردات القمح الأوكراني إلى 1 مليون طن في 2025 مقابل 334 ألف طن في العام السابق، في ظل سعي أوكرانيا لتعزيز صادراتها إلى إفريقيا والشرق الأوسط بعد القيود الأوروبية.
وفي المقابل، تراجعت صادرات رومانيا وبلغاريا إلى مصر من 822 ألف طن في 2024 إلى 149 ألف طن فقط في 2025. كما أفاد متعاملون بأن الحكومة اشترت كميات من القمح الفرنسي خلال شهري يوليو وأغسطس، عندما كانت أسعار القمح في منطقة البحر الأسود مرتفعة.
نظرة مستقبلية على واردات القمح
يرى محللون أن توسع القطاع الخاص في تجارة القمح يمثل نقلة نوعية في سوق الحبوب المصرية، لكنه يتطلب توازنًا دقيقًا بين الكفاءة التجارية وضمان الأمن الغذائي. كما يُتوقع أن يؤدي تحسن العملة المحلية واستقرار الأسعار العالمية إلى زيادة الواردات تدريجيًا خلال النصف الأول من عام 2026.
 
				 
					





