حليب الأم الطازج يحمي الأطفال منخفضي الوزن من التهاب الأمعاء الناخر
أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة كارولينا الجنوبية الطبية (MUSC) أن تقليل فترة تخزين حليب الأم البشري المتبرع به قد يقلل من المضاعفات المعوية لدى الأطفال الخدج، بما في ذلك مرض التهاب الأمعاء الناخر (NEC)، وهو مرض التهابي حاد يصيب الأطفال منخفضي الوزن عند الولادة.
أهمية الحليب المتبرع في رعاية الأطفال الخدج
يعد حليب الأم المتبرع به شريان حياة أساسيًا للأطفال الخدج عندما يكون حليب الأم غير متوفر أو بكميات محدودة أو غير آمن.
يساهم الحليب في دعم جهاز المناعة والهضم وتقليل الاعتماد على الحليب الصناعي، ويقلل من خطر الإصابة بمرض NEC، الذي قد يؤدي إلى موت أنسجة الأمعاء ويتطلب غالبًا تدخلًا جراحيًا ومضاعفات تستمر مدى الحياة.
نتائج البحث: التخزين القصير أفضل للأطفال
قالت الدكتورة كاثرين شيتا، أخصائية طب حديثي الولادة في جامعة كارولينا الجنوبية الطبية والمؤلفة الرئيسية للدراسة:
“أظهرت نتائجنا أن الأطفال لم يكونوا محميين بنفس القدر عند استخدام حليب تم تخزينه لفترة أطول مقارنة بالحليب المخزن لفترات أقصر.”
وقد أظهرت الدراسة أن كل يوم إضافي من تخزين الحليب يزيد من خطر الإصابة بـ NEC لدى الأطفال منخفضي الوزن جدًا بنسبة 3.7%. وأكد الباحثون أن الفترة المثالية لتخزين الحليب المجمد تصل إلى حوالي 240 يومًا للأصغر سنًا من الأطفال الخدج.
تحليل المخاطر والتحديات
قام الفريق بمراجعة سجلات 262 رضيعًا منخفض الوزن جدًا في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة بمستشفى MUSC Shawn Jenkins للأطفال بين فبراير 2022 ويناير 2024.
من بينهم، ظل 226 رضيعًا خاليين من المرض، بينما أصيب 36 منهم بـ NEC أو مرض معوي آخر يسمى الثقب التلقائي.
وأكدت شيتا أن بعض مكونات الحليب تتدهور حتى أثناء التخزين المجمد، ما يقلل من فعاليته الوقائية للأطفال الأكثر ضعفًا. وقالت:
“عندما يكون الأطفال الخدج على حافة البقاء، ووزنهم منخفض للغاية عند الولادة، يكونون أكثر عرضة لتأثيرات التخزين ويمكن حمايتهم بشكل أكبر بالحصول على حليب طازج.”
الحاجة إلى مراجعة إرشادات منظمة الصحة العالمية
تشير النتائج إلى أن إرشادات منظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، التي تسمح بتخزين الحليب المجمد لمدة تصل إلى عام، قد تحتاج إلى إعادة تقييم، لا سيما بالنسبة للأطفال الخدج والمصابين بأمراض خطيرة.
وأكدت شيتا:
“نحن مقتنعون تمامًا بضرورة تجديد هذه الإرشادات، ونعمل على ذلك بالفعل لضمان سلامة أطفالنا.”
التوصيات العملية للباحثين
لا يشير الباحثون إلى التخلص من الحليب المخزن لفترات طويلة، بل يحثون على:
-
استخدام الحليب الطازج بسرعة أكبر.
-
تحسين إجراءات التجميد والتخزين.
-
ضمان حصول الأطفال الأكثر ضعفًا على أفضل حماية ممكنة من خلال حليب حديث التجميد.






