أكثر من مجرد مفاجأة: الزجاجات الزجاجية مليئة بالبلاستيك الدقيق 50 ضعفًا أكثر من البلاستيك!

لطالما اعتقدنا أن الزجاجات الزجاجية هي الخيار الأكثر صحة وصداقة للبيئة، متفوقة على نظيرتها البلاستيكية. لكن دراسة فرنسية حديثة قلبت هذه المفاهيم رأسًا على عقب، كاشفة عن حقيقة صادمة: الزجاجات الزجاجية قد تحتوي على كميات أكبر بكثير من جزيئات البلاستيك الدقيقة مقارنة بالزجاجات البلاستيكية، وفي بعض الحالات، تصل إلى 50 ضعفًا!
دراسة تكشف المستور
نُشرت هذه النتائج المثيرة للقلق في مجلة “مكونات وتحليل الأغذية”، ضمن دراسة أجرتها وكالة سلامة الأغذية الفرنسية (ANSES) تحت عنوان “التلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة في مجموعة من المشروبات المباعة في فرنسا”. فحص الباحثون مجموعة واسعة من المشروبات الشائعة المتوفرة في السوق الفرنسي، مثل الشاي المثلج والمشروبات الغازية وحتى الماء، والتي عُبئت في مواد مختلفة كالبلاستيك، علب الطوب، الزجاج، وأوعية المكعبات.
الزجاج يتصدر قائمة التلوث!

في سابقة لم يتوقعها أحد، وجد الباحثون أن الزجاجات الزجاجية سجلت أعلى نسبة تلوث بالجسيمات البلاستيكية الدقيقة بين معظم المشروبات. إليكم متوسط الإحصاءات التي سجلتها الدراسة:
- المياه: كانت الأقل تلوثًا بمتوسط 2.9 جسيم بلاستيكي دقيق لكل لتر، ومع ذلك، احتوت الزجاجات الزجاجية على مستويات أعلى من البلاستيك الدقيق فيها.
- المياه الغازية: سجلت 31.4 جسيمًا بلاستيكيًا دقيقًا لكل لتر.
- مشروبات الليمون: جاءت في المرتبة التالية بـ 45.2 جسيمًا بلاستيكيًا دقيقًا لكل لتر.
- الشاي المثلج: احتوى على 28.5 جسيمًا بلاستيكيًا دقيقًا لكل لتر.
لغز الأغطية المعدنية

لم يكن الزجاج نفسه هو المتهم الرئيسي في هذه القضية، بل اتجهت أصابع الاتهام نحو الأغطية! فقد كشفت الدراسة أن غالبية جسيمات البلاستيك الدقيقة الموجودة في المشروبات المعبأة في الزجاج تتطابق من حيث اللون والتركيب مع الطلاء الداخلي لأغطية الزجاجات. يُرجح الباحثون أن هذه الأغطية، خاصة المصنوعة من المعدن والطلاءات المطلية، هي المصدر الأساسي لتسرب جسيمات البلاستيك الدقيقة إلى المشروب