ابتكار مصري جديد لتحلية المياه من مخلفات عشب بحري قابلة للتحلل لتقليل التلوث  

تمكّن الدكتور خالد صلاح السعيد، الباحث بـ معهد بحوث تكنولوجيا المواد المتقدمة والثروات المعدنية التابع للمركز القومي للبحوث، من ابتكار مرشحات مياه لتحلية المياه صديقة للبيئة مصنوعة بالكامل من مخلفات عشب بحري وخامات محلية 100% باستخدام تكنولوجيا بسيطة ومتاحة.
ويأتي هذا الابتكار ضمن مبادرة “بديل المستورد” التي يتبناها المركز بهدف دعم التصنيع المحلي وتقليل الاعتماد على المنتجات المستوردة.

  منتج بيئي مبتكر ومستدام

يُعد هذا الابتكار قابلًا للتحلل البيولوجي ومستدامًا بيئيًا، كما أنه بديل فعّال من حيث التكلفة لمنتجات مثل الكربون المنشط والمبادلات الأيونية الراتنجية.
ويتميز المنتج بقدرته على تحقيق تصفير المخلفات الصناعية من خلال الحصول على منتجات ثانوية ذات قيمة اقتصادية مثل مذيب الجليد الأخضر “أسيتات الكالسيوم والماغنيسيوم (CMA)”، إلى جانب إنتاج الكربون المنشط والممتز، ما يسهم في خفض البصمة الكربونية وتحقيق الاستدامة الصناعية.

خفض فاتورة الاستيراد بمقدار 420 مليون جنيه

من المتوقع أن يسهم هذا الابتكار في توفير نحو 420 مليون جنيه سنويًا من فاتورة الاستيراد، بفضل اعتماده على موارد وخامات محلية بالكامل، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويقلل الضغط على العملة الصعبة.

 استخدامات متعددة في معالجة المياه والصناعة

يمكن استخدام المرشحات الجديدة في إزالة الأصباغ من مياه الصرف الصناعي الناتج عن صناعات النسيج والجلود والورق، بالإضافة إلى امتزاز المعادن السامة من مياه الصرف الصناعي، ما يجعلها مناسبة لمحطات تحلية المياه ومعالجة النفايات الكيميائية والصيدلانية والغذائية.

كما تُظهر المادة خصائص مضادة طبيعية للميكروبات، تمنع تكوّن الأغشية الحيوية في أنظمة الترشيح بالمستشفيات ووحدات معالجة الأغذية، مما يرفع من كفاءة وسلامة عمليات الترشيح.

تطبيقات بيئية وزراعية متنوعة

يساعد هذا الابتكار أيضًا على إزالة الأصباغ السامة والمعادن الثقيلة من الأراضي الزراعية الملوثة، ويمكن استخدامه في البرك ومزارع الأسماك وأنظمة الري للمحافظة على نقاء المياه ومنع نمو الميكروبات.
كما يدخل ضمن مواد إزالة الجليد الصديقة للبيئة المستخدمة في المطارات والطرق السريعة لمنع تكوّن الجليد، ما يعزز من أمان البنية التحتية في البيئات الباردة.

 نحو حلول شاملة للاقتصاد الدائري والاستدامة

وأشار الدكتور خالد السعيد إلى أن هذا الابتكار يحقق التكامل في حلول معالجة المياه الحضرية المستدامة، ويدعم توجه الدولة نحو الاقتصاد الدائري والبنية التحتية الخضراء.
وأوضح أن المنتج الجديد يخدم قطاعات واسعة مثل محطات معالجة الصرف الصحي، شركات الكيماويات والأدوية، صناعات النسيج والجلود، ومشروعات المدن الذكية، ما يجعله نموذجًا تطبيقيًا لريادة الابتكار في مجالات الاستدامة والبيئة.