رئيس إيفاد: الزراعة المستدامة تدر عائدًا يصل إلى 16 ضعفًا

في ظل توترات عالمية وتراجع تمويل التنمية، دعا الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (إيفاد) إلى إعادة هيكلة جذريّة لطرق تمويل التنمية، مع التركيز على نُظم الأغذية الزراعية باعتبارها رافعة اقتصادية قوية للنمو في المناطق الريفية، بما يمكن أن يخلق أكثر من 120 مليون فرصة عمل حول العالم.

قال ألفارو لاريو، رئيس الصندوق، خلال مشاركته في المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية، إن الاستثمار في التنمية الريفية والزراعة المستدامة هو أحد أفضل أنواع الاستثمارات في الوقت الحالي، مؤكدًا أن كل دولار يُستثمر في هذا القطاع يمكن أن يحقق عائدًا يصل إلى 16 دولارًا.
وأكد لاريو: “يجب أن نتوقف عن التفكير في التنمية الريفية باعتبارها عملاً خيريًا، بل هي استثمار اقتصادي واستراتيجي في الأمن الغذائي والسلام العالمي”.
0.5% من الناتج العالمي قد يولّد فرصًا بقيمة 4.5 تريليون دولار
وبحسب الصندوق، فإن استثمار ما يعادل 0.5% فقط من الناتج المحلي الإجمالي العالمي كفيل بإطلاق فرص أعمال تصل قيمتها إلى 4.5 تريليون دولار أمريكي سنويًا بحلول عام 2030، خاصة في سلاسل القيمة الغذائية “من المزرعة إلى المائدة”.
فجوة تمويل ضخمة.. و80% من الفقراء يعيشون في الريف
ورغم ذلك، لا تزال النظم الغذائية تعاني من نقص شديد في التمويل، حيث يوجد عجز عالمي يقدّر بـ4 تريليونات دولار في تمويل التنمية. ويعيش 80% من فقراء العالم في المناطق الريفية، وهم الأشد تضررًا من تغير المناخ والظواهر الجوية المتطرفة، رغم أنهم ينتجون ثلث غذاء العالم.
مشروعات إيفاد وصلت إلى 77 مليون شخص في عامين
أظهرت تقارير الصندوق أن مشروعاته بين عامي 2019 و2021 دعمت أكثر من 77 مليون شخص في الريف، وساهمت في زيادة دخولهم بنسبة 10% في المتوسط، مما يؤكد جدوى الاستثمارات المستهدفة في المجتمعات الزراعية والريفية.
دعوة لإصلاح النظام المالي الدولي وليس فقط زيادة التمويل

شدد لاريو على أن الحل لا يكمن دائمًا في “المزيد من المال”، بل في إصلاح النظام المالي العالمي لزيادة الكفاءة والعدالة، مشيرًا إلى أهمية أدوات مثل التمويل المختلط، وإزالة المخاطر، والقروض الميسّرة لجذب رأس المال الخاص نحو التنمية الريفية.
المصارف الإنمائية العامة.. شريك محتمل ولكنها بحاجة لأدوات أفضل
وأشار التقرير إلى أن المصارف الإنمائية العامة، التي تدير أصولًا تفوق 23 تريليون دولار أمريكي، تفتقر إلى الأدوات اللازمة للوصول إلى صغار المنتجين، مؤكدًا أن منصة AgriPDB التي يقودها إيفاد بالتعاون مع وكالة التنمية الفرنسية، تعمل على بناء القدرات وتنسيق الجهود لدعم نظم غذائية شاملة وقادرة على الصمود.
التحويلات المالية: مورد مهم يتجاوز الاستثمارات الأجنبية
أشار الصندوق إلى أن التحويلات المالية من المهاجرين بلغت 685 مليار دولار في 2024، ثلثها تقريبًا يتوجه إلى المناطق الريفية، ما يجعلها موردًا ماليًا يتفوق على المساعدات الرسمية والاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ويدعو إيفاد إلى خفض تكلفة التحويلات، وتوسيع الشمول المالي، وتفعيل سياسات وطنية لدمج هذه الموارد ضمن استراتيجيات التنمية.
مشروعات لدعم الشمول المالي واستثمار التحويلات
موّلت المؤسسة أكثر من 75 مشروعًا في 50 دولة لتعزيز الاستفادة من التحويلات المالية، وقد استفاد منها 1.8 مليون شخص عبر التعليم المالي، والوصول إلى المنتجات البنكية، وربط مجتمعاتهم باستثمارات المغتربين.