مشروع تجريبي يتحدى تغيّر المناخ ويستهدف صغار المزارعين في سوهاج والمنيا

في خطوة تُعد الأولى من نوعها على مستوى الشراكات التنموية في مصر، أطلقت الوكالة الفرنسية للتنمية بالتعاون مع ثلاث مؤسسات غير ربحية كبرى مشروعاً تجريبياً بعنوان «حلول زراعية مبتكرة ذكية مناخياً لدعم صغار المزارعين»، يستهدف الفئات الأكثر هشاشة في محافظتي سوهاج والمنيا.
مواجهة مباشرة للتغير المناخي من قلب الحقول
المشروع يهدف إلى توفير حزمة متكاملة من الخدمات الزراعية، تتضمن منتجات ائتمانية مرنة وتدريباً على تقنيات الزراعة الذكية، لتمكين المزارعين من التكيف مع تقلبات المناخ وتحسين جودة وإنتاجية المحاصيل، بما يضمن لهم استقراراً اقتصادياً بعيد المدى.
توقيع تحالف غير تقليدي بأهداف تنموية عميقة
جاء المشروع ثمرة مذكرة تفاهم جمعت كل من مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، ومؤسسة عصام ومي علام، ومؤسسة لويس دريفوس، إلى جانب الوكالة الفرنسية للتنمية، في محاولة جادة لتوحيد الجهود أمام التحديات المتنامية في المجتمعات الريفية.
فرنسا تدعم… والمجتمع المدني يقود
ماري-هيلين لوازون، نائبة المدير العام للوكالة الفرنسية للتنمية، أكدت التزام الوكالة بتقديم دعم فني عبر قسم تقييم الأثر، مشيدة بالشراكة مع مؤسسات مصرية وعالمية لها باع طويل في التنمية الزراعية والمناخية.
ساويرس: الزراعة أداة للتمكين الحقيقي
المهندس نجيب ساويرس أشار إلى أن المشروع يمثل لحظة محورية في جهود تمكين المجتمعات الريفية، فيما قالت ليلى حسني، المديرة التنفيذية للمؤسسة، إن المبادرة تُجسّد رؤية المؤسسة في دعم الفئات الأكثر احتياجاً من خلال نهج جماعي ومبتكر.
دريفوس: العمل المشترك ضرورة لا خيار
روبرت سيربوليه، المدير العام لمؤسسة لويس دريفوس، شدد على أهمية التعاون الدولي لبناء مجتمعات زراعية أكثر قدرة على الصمود، وخلق نظام غذائي أكثر توازناً واستدامة في مواجهة الأزمات المناخية والاقتصادية.
مؤسسة علام: المعرفة تقود التغيير
حسن عصام علام أوضح أن المشروع يقدّم حلولاً زراعية قائمة على المعرفة والبحث العلمي، فيما أشار عمرو عصام علام إلى أن المشروع يسعى إلى كسر حلقة الفقر الريفي من خلال زيادة الإنتاجية وبناء المرونة المجتمعية.
تمويل ضخم وتجربة فرنسية متجذرة في مصر
الوكالة الفرنسية للتنمية، التي بدأت عملها في مصر عام 2006، تدير محفظة تمويل تجاوزت 2.3 مليار يورو بحلول عام 2023، تدعم بها البنية التحتية، التمويل المناخي، القطاع الخاص، والحماية الاجتماعية، ضمن رؤية متكاملة لأهداف التنمية المستدامة.
مؤسسات تقود التغيير من الجذور
مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية تعمل منذ عام 2001 على مكافحة الفقر والبطالة في 24 محافظة، وتتبنى حالياً استراتيجية للفترة 2023-2028 لخفض الفقر متعدد الأبعاد.
أما مؤسسة لويس دريفوس، فتركز على دعم الزراعة والتعليم في الدول النامية، بينما تضع مؤسسة عصام ومي علام التعليم والزراعة في قلب عملها، عبر مبادرات «مسّرع الزراعة» و«حاضنة المعرفة» التي تمزج بين البحث العلمي والتنفيذ العملي.
هل يكون الصعيد نموذجاً لتكرار التجربة؟
النجاح المتوقع للمشروع في محافظتي سوهاج والمنيا قد يفتح الباب لتوسيع النموذج في محافظات أخرى، في وقت تشتد فيه الحاجة إلى حلول زراعية ذكية تحصّن الفلاح المصري من تقلبات السوق والطقس على حد سواء.