أسعار القمح .. ضغوط غامضة تهبط بأسعار القمح الأوروبي وسط زحف روسي وقلق مصري
أوروبا تفقد قبضتها في سوق الحبوب العالمي
في مستهل أسبوع شهد تقلبات حادة، تراجعت أسعار القمح الأوروبي يوم الاثنين، لتُبدّد مكاسب الأسبوع الماضي، في ظل ضغط مزدوج من هبوط الأسعار الأميركية وتنامي القلق حول تنافسية القمح الروسي الأرخص سعراً.
السوق الفرنسية تتراجع… وشيكاغو تضغط
انخفض عقد شهر سبتمبر المرجعي للقمح في بورصة «يورونكست» الفرنسية بنسبة 1.7% ليسجّل 205 يورو للطن المتري، ما يعادل نحو 236.47 دولار. وفي المقابل، انخفض القمح الأميركي في بورصة شيكاغو بنسبة 2.3% ليصل إلى 5.70 دولارات للبوشل، أي حوالي 209.4 دولارات للطن.
التحذير الأوروبي: القمح الروسي يقترب من الهيمنة
أحد المتعاملين في السوق الأوروبية أطلق تحذيراً صريحاً قائلاً: “أسعار القمح الأوروبي مرتفعة جداً مقارنة بالأسواق الأخرى، خصوصاً روسيا، وإذا لم تنخفض، سنفقد القدرة التصديرية بالكامل”.
موجة ارتفاع الأسبوع الماضي لم تصمد
رغم ارتفاع الأسعار الأوروبية والروسية بأكثر من 2% في الأسبوع الماضي نتيجة مخاوف الطقس والتوترات الجيوسياسية، لم تتمكن الأسواق من الحفاظ على مكاسبها، في ظل تطورات تشير إلى وفرة متوقعة في المحاصيل الروسية وضعف إنتاج أوكرانيا.
أوروبا ترفع التوقعات… والطقس لا يزال لاعباً أساسياً
خدمة مراقبة المحاصيل التابعة للاتحاد الأوروبي (MARS) رفعت توقعاتها لمحصول القمح اللين هذا العام في جنوب أوروبا، لكن التحذيرات من الجفاف في شمال القارة لا تزال قائمة، ما يضيف عنصراً من عدم اليقين على التوقعات العامة.
روسيا تعزز الإنتاج… وتهدد الحصة الأوروبية
في المقابل، أعلنت مؤسسة “أرغوس ميديا” عن رفع تقديرات محصول القمح الروسي لموسم 2025/2026 بنحو 4.5 ملايين طن مقارنة بتوقعات مارس الماضي، ليصل إلى 84.8 مليون طن، مقابل 81.3 مليون طن في الموسم السابق، ما يعزز من موقع موسكو كمنافس رئيسي في السوق العالمية.
أوكرانيا تتراجع… والقلق مستمر
شركة “ASAP Agri” توقعت انخفاض إنتاج أوكرانيا من القمح بنسبة 3% إلى 21.74 مليون طن، مشيرة إلى تراجع في الغلة السنوية. كما توقعت أن تصل صادرات البلاد إلى 15 مليون طن فقط للموسم المقبل، مقارنة بـ15.64 مليون طن حتى 23 يونيو الحالي.
مصر تعيد تشكيل خريطة التوريد: الأنظار إلى فرنسا
في خطوة استراتيجية لحماية الأمن الغذائي، أعلنت وكالة «مستقبل مصر للتنمية المستدامة» بدء تحميل أول شحنة قمح فرنسية يوم السبت المقبل من ميناء “لا باليس”، لتكون باكورة تعاون مباشر جديد بين القاهرة وباريس بعد سنوات من التوريد عبر وسطاء.
شحنات قيد التحميل ومفاوضات في الكواليس
بحسب تصريحات رسمية، تجري حالياً ترتيبات لتحميل نحو 60 ألف طن من القمح، ضمن جدول استيراد طويل يمتد حتى نهاية العام، يهدف لتأمين احتياجات البلاد بعيداً عن اضطرابات البحر الأسود. وتخوض الوكالة مفاوضات مع موردين أوروبيين إضافيين، دون الكشف عن هويتهم.
مصر تؤمّن شحنات الزيوت وتثبت احتياطي القمح
إلى جانب القمح، تستمر شحنات الزيوت النباتية في الوصول إلى ميناء الإسكندرية من مصادر أوروبية ومنطقة البحر الأسود. وصرّح رئيس الوزراء المصري بأن احتياطي السلع الأساسية يكفي لأكثر من ستة أشهر، ما يشير إلى استقرار في الإمدادات رغم الظروف العالمية.
ما بعد ديسمبر: استراتيجية مصرية جديدة بلا وسطاء
منذ توليها مسؤولية الاستيراد في ديسمبر الماضي، تسعى وكالة «مستقبل مصر» لبناء شبكة توريد مستقلة تعتمد على التعاقد المباشر مع الموردين الكبار عالمياً، في مسعى لخفض التكاليف وضمان الاستقرار، وتحقيق سيادة غذائية في وجه التقلبات الدولية المتسارعة.
