فرصة للشركات المصرية .. الأسواق الأوروبية تدير ظهرها لمنتجات إسرائيل الزراعية

صادرات البطاطس الإسرائيلية تواجه خطر الانهيار في ألمانيا

التمثيل التجاري — منتجات إسرائيل الزراعية

رامي العاصي26 يونيو، 2025

0 2 دقائق

أفادت تقارير إسرائيلية بتصاعد المقاطعة الشعبية والتجارية أمام منتجات إسرائيل الزراعية في أوروبا، بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي تصفه جهات حقوقية دولية بأنه حرب إبادة جماعية.

وفي تقرير نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، أكد مزارعون ومُصدرو مواد غذائية في إسرائيل أن المقاطعة أصبحت واقعية وملموسة في عدة دول، أبرزها ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، وبلجيكا، مع إشارات إلى انكماش محتمل في الأسواق الآسيوية مثل اليابان.

وأكد التقرير أن سلاسل متاجر شهيرة مثل “كو-أوب” في بريطانيا وإيطاليا، و”ألدي” الألمانية، و”ويتروز” البريطانية بدأت بتقليص أو وقف شراء المنتجات الإسرائيلية بشكل تدريجي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي قوله:

“أخبرني أحد كبار موزعي التجزئة في ألمانيا أنه من الصعب وضع منتجات إسرائيلية على الأرفف عندما تتصدر الصحف بعناوين تتحدث عن إبادة جماعية.”

بينما أوضح مصدر آخر أن متاجر مثل “ألدي” أوقفت تعاقداتها بزعم وجود منتجات طازجة محلية، لكن التحقيقات كشفت أن الأسباب سياسية بامتياز.

وتحدث “عوفر ليفين”، أحد كبار المصدرين الزراعيين، قائلاً:

“شهدنا تغيرًا عميقًا في المزاج العام في ألمانيا، وإذا استمر الوضع على حاله، قد نفقد موسم التصدير القادم بالكامل.”

كما أشار التقرير إلى أن بلجيكا كانت من أوائل الدول الأوروبية التي بدأت المقاطعة، خاصةً بعد تشديد لوائح وضع بلد المنشأ على المنتجات، ما جعل المنتجات الإسرائيلية هدفًا لرفض شعبي مباشر.

وبينما يؤكد المصدرون الإسرائيليون أن ألمانيا كانت السوق الأكبر للبطاطس الإسرائيلية، فإن مؤشرات المقاطعة هناك أصبحت جلية، بل وتهدد استمرارية التوريد في المستقبل القريب.

مقاطعة تتوسع وتتعمق

في السويد، تم إيقاف شراء المنتجات الإسرائيلية منذ حوالي خمس سنوات، أما النرويج ففرضت حصارًا فعليًا على البضائع الإسرائيلية منذ العام الماضي.
وفي اليابان، تلقى موردون تحذيرات من أن “الصورة الذهنية السائدة عن إسرائيل أصبحت عبئًا على السلع الواردة من تل أبيب.”

تأتي هذه التطورات في سياق موجة دولية متصاعدة من الانتقادات لإسرائيل، بسبب حربها المستمرة منذ أكتوبر 2023 على قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل وجرح أكثر من 188 ألف فلسطيني، وتدمير واسع النطاق للبنية التحتية، ونزوح أكثر من 1.5 مليون شخص، وظهور مجاعة حقيقية تهدد حياة الأطفال.

وفي ظل استمرار الوضع على ما هو عليه، يتوقع مراقبون اتساع رقعة المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية في مختلف الأسواق العالمية، الأمر الذي قد يُلحق ضررًا بالغًا بالقطاع الزراعي والتجاري في إسرائيل، خاصة مع دخول حملات المقاطعة الشعبية والمدنية مرحلة أكثر تنظيمًا وتنسيقًا.