فنجان قهوتك.. سم أم دواء؟ الجينات تكشف المستور!
دراسة تكشف: جيناتك تحدد فوائد وأضرار قهوتك.. وتجاوز 300 ملغ يوميًا خطر على البعض

بينما يبدأ الملايين حول العالم يومهم بفنجان قهوة بحثًا عن اليقظة والتركيز، كشفت أبحاث حديثة للعالمة الكندية سارة المهداوي عن دور حاسم تلعبه الجينات في تحديد ما إذا كان هذا المشروب الصباحي يعزز صحتنا أم يضر بها.
الجينات مفتاح استجابة الجسم للكافيين
أوضحت المهداوي، في نتائج أبحاثها التي نشرها موقع «CBC»، أن المتغيرات الجينية التي تؤثر على عملية التمثيل الغذائي للكافيين في أجسامنا لها تأثير كبير على كيفية تفاعلنا مع القهوة. وقالت: «تعتمد فوائد وأضرار مستوى معين من الكافيين على كيفية استجابة أجسامنا للقهوة، وهو ما يحدث من خلال مسار وراثي، وهو أمر لا تأخذه العديد من الدراسات في الاعتبار على الرغم من أنه عامل رئيسي».
تجاوز 300 ملغ يوميًا خطر على “مستقبلي الكافيين البطيئين”
أثبتت دراسة طويلة الأمد أجرتها المهداوي أن الأشخاص الذين يستقبلون الكافيين ببطء ويستهلكون أكثر من 300 ملغ منه يوميًا، يصبحون أكثر عرضة لمشاكل صحية خطيرة مثل تدهور وظائف الكلى وارتفاع ضغط الدم.
“مستقبلو الكافيين السريعون” يتمتعون بفوائد جمة
في المقابل، وجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يستقبلون الكافيين بسرعة يستفيدون بشكل كبير من شرب القهوة، حيث لوحظ لديهم انخفاض في معدلات الإصابة بالنوبات القلبية، دون أي تأثير سلبي على وظائف الكلى، بغض النظر عن كمية القهوة التي يتناولونها.
تحذير من تجاوز 200 ملغ يوميًا للجميع
حذرت المهداوي عمومًا من تجاوز استهلاك 200 ملليغرام من الكافيين يوميًا، وهي كمية تعادل تقريبًا كوبًا إلى كوبين من القهوة. ويأتي هذا التحذير على الرغم من أن الإرشادات الصادرة عن وزارة الصحة الكندية تسمح باستهلاك ما يصل إلى 400 ملليغرام يوميًا للبالغين غير الحوامل أو المرضعات.
سرعة الاستقلاب تحدد درجة تفاعل الجسم مع الكافيين
أكد الخبراء أن “هزة الكافيين” هي نفسها لدى الجميع، ولكن درجة تفاعل الفرد معها يمكن أن تختلف بشكل كبير، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى سرعة أو بطء استقلاب أجسامنا للكافيين.
الكافيين يُحاكي الأدينوزين ويُطلق الدوبامين في الدماغ
أوضح عالم الوراثة توماس ميريت أن جزيئات الكافيين الموجودة في القهوة تشبه إلى حد كبير ناقلًا عصبيًا موجودًا بشكل طبيعي في أجسامنا يسمى الأدينوزين. وبسبب هذا التشابه الطفيف، ينجح الكافيين في إيقاف مسار النوم وتشغيل مسار الاستيقاظ بدلاً منه. وأضاف ميريت أن الكافيين لا يقتصر تأثيره على اليقظة فقط، بل يمكن أن يوفر أيضًا جرعة من الدوبامين، وهو ناقل عصبي كيميائي يرسل رسائل المتعة إلى الدماغ، مما يفسر الشعور بالنشوة والبهجة المصاحبين لشرب القهوة.
معظم الناس يُعدّلون استهلاكهم تلقائيًا
على الرغم من توفر اختبارات جينية يمكنها تحديد ما إذا كان الشخص “مستقبلاً بطيئًا” أو “سريعًا” للكافيين، يؤكد الباحثون أن معظم الناس يقومون بتعديل استهلاكهم للقهوة بشكل تلقائي بناءً على استجابة أجسامهم. وتقول الباحثة مارلين كورنيليس، من جامعة نورث وسترن: «إذا شعرت بالقلق أو عدم الارتياح بعد شرب القهوة، غالبًا ما تقلل من استهلاكها بنفسك».
أبحاث حديثة تربط القهوة بتقليل خطر الإصابة بأمراض مزمنة
تشير أبحاث حديثة إلى أن القهوة قد تلعب دورًا في تقليل خطر الإصابة بداء السكري من النوع الثاني ومرض باركنسون، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم قدرة سريعة على استقلاب الكافيين. وأضافت كورنيليس: «قبل عشرين عامًا.. كانت للقهوة والكافيين بشكل عام سمعة سيئة حقًا. ولكن مع تحسن الأبحاث، فقد أظهروا في الواقع أن القهوة على الأقل أظهرت في الواقع أن لها تأثيرًا أكثر فائدة على الصحة بشكل عام».