رسوم ترامب الجمركية تثير غضب الأوساط الزراعية والغذائية بأميركا
اتحادات المزارعين تحذر: التكاليف ستقفز والمزارع العائلية مهددة بالإغلاق
أثارت رسوم ترامب الجمركية، موجة انتقادات واسعة من اتحادات المزارعين ومصنعي الأغذية في الولايات المتحدة، الذين حذروا من تداعيات اقتصادية وخيمة على الزراعة المحلية وسوق المستهلكين، وسط مخاوف من ردود فعل تجارية انتقامية من شركاء واشنطن التجاريين.
رسوم ترامب الجمركية يقوّض القدرة التنافسية
وأكد اتحاد مكتب المزارع الأميركي أن الرسوم الجديدة تهدد بتقويض قدرة المزارعين الأميركيين على المنافسة، وقد تؤدي إلى خسائر طويلة المدى بسبب تآكل الحصص السوقية في الأسواق العالمية.
وقال رئيس الاتحاد، زيبي دوفال: “نشارك الإدارة هدفها في السعي لتكافؤ الفرص مع الشركاء التجاريين، لكن الرسوم الجمركية تُهدد استدامة المزارع الأميركية، خصوصًا بعد ثلاث سنوات من الخسائر الكبيرة في المحاصيل الرئيسية.”
من جهته، اعتبر الاتحاد الوطني للمزارعين أن القرار يُشكل خطرًا مباشرًا على المزارعين، في وقت يعانون فيه أصلًا من ضغوط اقتصادية متزايدة.
وقال رئيس الاتحاد، روب لارو: “بدون سياسات تجارية عادلة ودعم حقيقي، سنفقد المزيد من المزارع العائلية، وسيتحمل المستهلكون الأميركيون تكاليف أعلى وخيارات أقل.”
قطاعا الألبان والمنتجات الطازجة
وفي السياق ذاته، أعربت منظمات تمثل منتجي الألبان والمزارعين وتجار التجزئة عن قلقها من تأثير الرسوم على الأسعار المحلية وعلى استقرار السوق.
وحذّرت بيكي راسدال فارغاس، نائبة الرئيس الأولى لسياسات التجارة في الرابطة الدولية لمنتجات الألبان والأغذية، من أن:
“الرسوم الواسعة وطويلة الأمد تُقوّض الاستثمارات الأميركية، وتزيد التكاليف على الشركات والمستهلكين، وتخلق حالة من الغموض في المجتمعات الريفية.”
أما الرابطة الدولية للمنتجات الطازجة، فرحبت بإعفاء الفواكه والخضراوات المُشمولة باتفاقية أميركا الشمالية، لكنها أعربت عن قلقها من الرسوم المفروضة على شركاء تجاريين آخرين.
وقالت الرئيسة التنفيذية للرابطة، كاثي بيرنز:“التجارة العالمية في المنتجات الطازجة ضرورية لصحة الشعوب، وأي قيود قد تُؤثر سلبًا على الرفاهية العامة.”
منتجو اللحوم والمأكولات البحرية يرحبون بالقرار
على خلاف التيار العام، أعربت بعض مجموعات لحوم البقر والمأكولات البحرية عن دعمها للقرار، معتبرة أنه قد يُنصفهم بعد سنوات من المنافسة غير المتكافئة.
وقال جون ويليامز، المدير التنفيذي لتحالف الروبيان الجنوبي:
“شاهدنا شركات عائلية تُغلق أبوابها، غير قادرة على منافسة المنتجين الأجانب، ونرى في هذه الخطوة فرصة لاستعادة مكانتنا في السوق.”
كما رحبت الجمعية الوطنية لمربي الماشية بالرسوم، حيث قالت نائبة الرئيس، إيثان لين، إن الخطوة “تعالج حواجز تجارية كانت تمنع المستهلكين الدوليين من الاستفادة من لحوم البقر الأميركية عالية الجودة.”
ضريبة على المستهلكين والمزارعين
وفي ردود الفعل السياسية، شجبت آمي كلوبوشار، كبيرة الديمقراطيين في لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، الخطوة، ووصفتها بأنها “ضريبة مبيعات وطنية” يتحملها المزارعون والمستهلكون معًا.
من جانبها، قالت أنجي كريج، النائبة الديمقراطية وعضوة لجنة الزراعة بمجلس النواب: “هذه الرسوم ستُغلق مزارع، وتزيد التكاليف، وتُبعد المزارعين الأميركيين عن الأسواق الدولية، وتضغط على الأسر الأميركية في محلات البقالة.”
انتقام تجاري عالمي منتظر
في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من أن تؤدي الخطوة الأميركية إلى ردود فعل مماثلة من شركائها التجاريين، يراقب المستثمرون بحذر مدى تأثير هذه الرسوم على السوق العالمية وعلى الاقتصاد الزراعي الأميركي.
الرسوم الجمركية الأمريكية تفتح أسواقًا جديدة أمام المنتجات الغذائية المصرية..تفاصيل
كل ما تريد معرفته عن الرسوم الجمركية على الصين
