الرسوم الجمركية الأمريكية تفتح أسواقًا جديدة أمام المنتجات الغذائية المصرية..تفاصيل

في خطوة أثارت قلقًا دوليًا، فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مؤخرًا مجموعة من الرسوم الجمركية الجديدة على السلع المستوردة من أكثر من 200 دولة، بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي، الصين، وكندا.
القرار يأتي ضمن استراتيجية ترامب الاقتصادية التي تهدف إلى تقليل العجز التجاري وتعزيز الصناعة الأمريكية، لكنه يهدد بإشعال حرب تجارية عالمية قد تؤثر بشكل كبير على الأسواق العالمية.
رسوم جمركية على معظم دول العالم
بدأت إدارة ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من دول مثل كندا، المكسيك، والصين، وتوسعت هذه الرسوم لتشمل الاتحاد الأوروبي ودول آسيوية وأفريقية وعربية.
وقد تراوحت الرسوم بين 10% إلى 49%، بما في ذلك 34% على البضائع الصينية و25% على السيارات المستوردة.
وفيما أشار ترامب إلى أن هذه الرسوم ستساعد في إعادة “ثروة أمريكا”، يرى الخبراء أن هذه القرارات قد تخلق أزمة اقتصادية عالمية، حيث يؤكد المحللون أن فرض هذه الرسوم سيؤدي إلى زيادة الأسعار بشكل كبير، مما يهدد استقرار الأسواق.
أثر الرسوم على السلع والزراعة
من المتوقع أن يتأثر قطاع الزراعة بشكل خاص من جراء هذه الرسوم، حيث سيكون من الصعب على العديد من المزارعين حول العالم، خاصة في المكسيك والصين، تصدير منتجاتهم إلى الولايات المتحدة.

كما سيواجه قطاع السيارات تحديات كبيرة، مع فرض رسوم تصل إلى 25% على السيارات المستوردة، مما سيرفع تكلفة السيارات في السوق الأمريكية.
كما يواجه قطاع الطاقة ضغوطًا كبيرة جراء الرسوم المفروضة على المواد الخام، مثل اليورانيوم والبترول، ما يهدد بارتفاع تكاليف الإنتاج في الولايات المتحدة.
احتمالات الركود الاقتصادي
تحذر التوقعات الاقتصادية من أن هذه الحرب التجارية قد تؤدي إلى ركود عالمي. ففي تحليلاته، وصف كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، كين روغوف، هذه الرسوم بأنها “قنبلة نووية على النظام التجاري العالمي”، فيما يرى الخبراء أن احتمالات الركود في الولايات المتحدة قد ارتفعت بشكل ملحوظ، بسبب تأثير هذه الرسوم على قطاعي التجارة والصناعة.
التأثيرات غير المباشرة

بالرغم من أن بعض الدول العربية مثل مصر والسعودية والإمارات تأثرت بشكل مباشر من هذه الرسوم، إلا أن معظم الدول العربية ستواجه تأثيرات غير مباشرة نتيجة للصدمات العالمية، حيث يتوقع الخبراء أن يؤدي ذلك إلى زيادة الأسعار على السلع المستوردة من تلك الدول.
وبينما تواصل الإدارة الأمريكية فرض هذه الرسوم، يتوقع الخبير الاقتصادي محمد أويس أن يخلق هذا الوضع فرصًا جديدة في السوق العربية، حيث ستبحث الشركات الأمريكية عن دول بديلة لإنتاج سلعها وتصديرها.
تغيير الخريطة التجارية العالمية

تؤكد التحليلات أن هذه القرارات الأمريكية قد تؤدي إلى تغيير كبير في شكل الخريطة التجارية العالمية. حيث قد تزيد هذه الإجراءات من التعاون التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي، مما قد يؤدي إلى إقامة اتفاقيات تجارية جديدة قد تُفضي إلى عزل الولايات المتحدة اقتصاديًا.
ما الذي يخبئه المستقبل؟
يبقى السؤال الأهم حول ما إذا كانت هذه القرارات ستؤدي في النهاية إلى تعزيز القوة الاقتصادية الأمريكية كما يأمل ترامب، أم أنها ستؤدي إلى تدهور اقتصادي يشمل الولايات المتحدة والدول المتأثرة.
وفي كل الأحوال، ستظل تداعيات هذه الرسوم قيد المراقبة، حيث تشير التوقعات إلى أن التأثيرات ستكون شديدة على أسواق السلع، الزراعة، والصناعة في الأشهر القادمة.