مقالات

م.محمود كمال حسن يكتب ..الصقيع وأشجار المانجو: هل نحن مستعدون لمواجهة الخطر؟

يواجه مزارعو المانجو تحديات متعددة، ولكن واحدة من أخطرها تظل موجات الصقيع التي قد تدمر محاصيلهم بين ليلة وضحاها. فهل نحن مستعدون لمواجهة هذه الظاهرة الطبيعية، أم أن خسائرنا ستتكرر مع كل موجة برد؟

تتميز أشجار المانجو بحساسيتها الشديدة لانخفاض درجات الحرارة، ما يجعلها عرضة للتضرر في حال تعرضها للصقيع. وقد لا يقتصر الضرر على تراجع الإنتاج، بل قد يمتد ليؤدي إلى خسارة المزرعة بأكملها، خاصة إذا لم يتم اتخاذ التدابير الوقائية المناسبة.

لكن لماذا تتأثر أشجار المانجو بالصقيع بهذه الدرجة؟ السبب يكمن في عدة عوامل، منها الانخفاض المفاجئ في درجات الحرارة، وغياب الرياح والغيوم ليلاً، ونقص رطوبة التربة، إضافة إلى الموقع الطبوغرافي للمزرعة. فالمزارع الموجودة في مناطق منخفضة أكثر عرضة لتجميع الهواء البارد، ما يجعلها أكثر تأثرًا بالصقيع مقارنة بالمزارع المرتفعة.

 

عندما تتعرض أشجار المانجو للصقيع، فإنها ترسل إشارات واضحة للمزارع، لكن هل ننتبه إليها؟ تغير لون الأوراق إلى البني أو الأسود، احتراق الأزهار، تجعد الأوراق، موت الأفرع الصغيرة، وتشقق القلف، كلها علامات تحذرنا من أن الأشجار تعاني، وأن التدخل السريع أصبح ضروريًا.

 

عند حدوث الضرر، فإن التباطؤ في اتخاذ الإجراءات اللازمة قد يزيد من حجم الخسائر. وهنا يأتي دور الممارسات السليمة، مثل تأخير التقليم حتى تتعافى الأجزاء غير المصابة، والري الليلي السطحي لرفع درجة حرارة التربة، واستخدام مصدات الرياح لحماية المزرعة. كما يمكن اللجوء إلى تقنيات مثل إشعال أكوام المخلفات الزراعية لتكوين طبقة من الدخان تقلل فقدان الحرارة، أو استخدام الري الضبابي لمنع تجمد الأنسجة النباتية.

 

كما أن رش الأشجار بسيلكات البوتاسيوم قبل الشتاء يعزز مقاومتها للصقيع، إلى جانب ضرورة الاهتمام بالتسميد باستخدام مركبات طاردة للملوحة ومركبات النحاس والطحالب البحرية والأحماض الأمينية لدعم تعافي الأشجار.

أسعار المانجو

بعد كل موجة صقيع، يواجه المزارعون السؤال ذاته: كيف يمكننا حماية المزرعة في المستقبل؟ الحل يبدأ بالتخطيط السليم، مثل تحسين نظام الري والصرف للحفاظ على رطوبة التربة، واختيار مواقع زراعية مرتفعة نسبيًا بعيدًا عن تجمع الهواء البارد. وفي الحالات التي تتكرر فيها موجات الصقيع بشكل متزايد، قد يكون تغيير المحصول إلى نبات أكثر تحملًا للبرودة هو الحل الأمثل.

 

لكن في النهاية، تبقى الحقيقة واحدة: كلما كانت الأشجار في حالة صحية جيدة، كلما قلت حدة تأثرها بالصقيع. لذا، فإن الزراعة ليست مجرد ري وتسميد، بل هي عملية متكاملة تحتاج إلى فهم عميق للبيئة والتغيرات المناخية المحيطة بنا.

أخترنا لك .. وزارة الزراعة تعلن نجاحها في إنتاج صنف جديد من المانجو باسم كليوباترا

أخترنا لك .. وزير الزراعة يزور محطات البحوث والزراعة الآلية والمحجر البيطري والمجزر الآلى وزراعات القمح والنخيل والمانجو

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى