اقتصاد مصر

التغليف النانوي ساهم في خفض هدر الغذاء بمقدار 1.1 مليون طن عالم.. تحقيق

 5.3 مليار دولار حجم سوق التغليف "النانوي" العالمي بحلول 2027

استخدام الجسيمات النانوية في التغليف يقلل استهلاك المواد البلاستيكية بنسبة 25%

مع تزايد الحاجة إلى حلول تغليف ذكية ومستدامة، باتت تكنولوجيا النانو فى الظهور كأحد أهم الحلول المبتكرة في تحسين كفاءة التغليف وحماية المنتجات بتكلفة أقل ما يحقق للشركات ميزة تنافسية، الأمر الذى ينعكس إيجابًا على حجم أعمالها والبيئة على حد سواء.

وتعمل تكنولوجيا النانو على تحسين الخصائص الميكانيكية والكيميائية للمواد المستخدمة، مما يتيح تقديم حلول مبتكرة لحماية المنتجات، حيث تعتمد على استخدام جسيمات نانوية صغيرة للغاية _بأبعاد تتراوح بين 1 و100 نانومتر_  توفر خصائص حاجزة ضد العوامل البيئية مثل الأكسجين والرطوبة والأشعة فوق البنفسجية، التي تعتبر من العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى تلف المنتجات وتقليل مدة صلاحيتها، فعلى سبيل المثال، يتم استخدام جسيمات الطين النانوية في تغليف المشروبات لزيادة فترة تخزينها عن طريق تقليل تسرب الغازات من الزجاجات البلاستيكية.

 

تكنولوجيا النانو تساهم كذلك في تقليل الحاجة إلى المواد البلاستيكية الثقيلة، مما يساعد في تقليل تأثير النفايات على البيئة، حيث تشير الدراسات إلى أن استخدام الجسيمات النانوية في التغليف يمكن أن يقلل استهلاك المواد البلاستيكية بنسبة تصل إلى 25%.

ولعل أسواق الأغذية والمشروبات من أبرز القطاعات المستفيدة بشكل كبير من تطبيقات النانوتكنولوجيا، حيث يساعدها هذا الابتكار في حماية المنتجات لفترات أطول وتحسين جودتها​، ومن هنا يأتى أهمية التغليف النانوي “النشط” الذى يعد من التطبيقات الرائدة المفيدة لهذا القطاع تحديدًا كونه يساهم في تحسين جودة المنتجات عن طريق امتصاص أو إطلاق بعض المركبات التي تحافظ على طزاجة المنتجات، كما تستخدم “التغليفات الذكية” التي تحتوي على أجهزة استشعار نانوية لرصد درجة الحرارة والرطوبة وإعطاء إشارات عن جودة المنتج.

 

النانو اتجاه إجبارى

مع الاتجاه العالمى نحو الحفاظ على البيئة بات اللجوء لاستخدام النانو اتجاها إجباريا أمام الشركات، وعلى الرغم من ذلك تتيح تكنولوجيا النانو مزايا تنافسية متعددة للشركات التى تعتمد عليها، وذلك من خلال تقليل الفاقد وتحسين الجودة بفضل خواصه المتعددة التى تمكن الشركات الغذائية تحديدًا بشكل كبير فى تقليل فاقدها، مما يؤدي إلى خفض التكاليف وزيادة الكفاءة التشغيلية، ولعل ذلك ما ترجمته إحصائيات عالمية تشير إلى أن التغليف النانوي ساهم في خفض هدر الغذاء بمقدار 1.1 مليون طن عالميًا في عام 2023​.

كذلك ثبتت التجارب العملية أن استخدام أجهزة الاستشعار النانوية في التغليف، يمكن للشركات متابعة حالة المنتجات في الوقت الفعلي أثناء النقل والتوزيع، مما يعزز الثقة في سلاسل التوريد ويقلل من احتمالية تعرض المنتجات للتلف أو الفساد خلال رحلاتها للأسواق الخارجية، هذا بالإضافة إلى أن استخدام هذه الخاصية يضمن تحسين تجربة المستهلك مع المنتجات التي تدوم لفترة أطول وتظل محتفظة بجودتها العالية، ما يعزز الولاء للعلامة التجارية ويزيد من معدلات إعادة الشراء.

 

سوق واعد

بلغ حجم سوق التغليف النانوي العالمي نحو 3.5 مليار دولار في عام 2022، ومن المتوقع أن يصل إلى 5.3 مليار دولار بحلول عام 2027 بمعدل نمو سنوي يصل إلى نحو 8.5%، وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، يُظهر السوق اهتمامًا متزايدًا بتكنولوجيا النانو في التغليف مع النمو المستمر في قطاعات الأغذية والتجزئة، حيث من المتوقع أن تشهد المنطقة نموًا كبيرًا في السنوات القادمة بفضل توجه الحكومات والشركات نحو حلول تغليف مستدامة وصديقة للبيئة، مما يساعد على تقليل الأثر البيئي وتحسين الكفاءة.

تحديات مستقبلية

رغم الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها تكنولوجيا النانو في التغليف، إلا أن هناك بعض التحديات التي تواجه هذا القطاع، أبرزها التكلفة العالية لتطوير المواد النانوية، بالإضافة إلى المخاوف المتعلقة بالسلامة البيئية والصحية لهذه الجسيمات عند استخدامها في مواد التغليف الغذائية، ومع ذلك، تشير التوقعات إلى أن البحث والتطوير المستمر في هذا المجال سيساهم في تجاوز هذه التحديات وفتح آفاق جديدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى