سيسك فابريجاس.. من “معركة البيتزا” إلى المدرب الواعد الذي يلفت أنظار أوروبا
في عام 2004، كان سيسك فابريجاس مجرد شاب يبلغ 17 عامًا، لكنه صنع لحظة لا تُنسى في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، ليس بسبب مهاراته في الملعب، بل بسبب حادثة عرفت لاحقًا باسم “حرب البيتزا”.
دخل أرسنال تلك المباراة ضد مانشستر يونايتد بسجل 49 مباراة دون هزيمة، لكن الهزيمة بنتيجة 2-0 أثارت توترًا كبيرًا بين اللاعبين والمدربين في النفق المؤدي لغرف الملابس. وسط الفوضى، لم يشارك فابريغاس في المشاجرة الجسدية، لكنه وجد وسيلة أخرى للتعبير عن غضبه… شريحة بيتزا طارت في الهواء واستقرت على وجه السير أليكس فيرغسون!
استمرت هوية الفاعل مجهولة حتى اعترف فابريغاس بعد 13 عامًا بالحقيقة قائلًا: “كنت محبطًا لأنني لم أشارك، وخسرنا المباراة، وكنت جائعًا… وعندما سمعت المشاجرة قررت إلقاء شريحة البيتزا!”
من موهبة استثنائية إلى مدرب واعد
إذا كان سيسك فابريغاس قد فاجأ الجميع كلاعب، فهو اليوم يكرر الأمر نفسه لكن من مقاعد التدريب. في حين أن العديد من المدربين الشبان يبدؤون مسيرتهم بحذر، قفز فابريغاس مباشرة إلى مستوى مختلف، حيث أصبح مدربًا لنادي كومو الإيطالي الذي قاده إلى الصعود ويسعى الآن لتثبيته في الدوري الإيطالي الممتاز.
فابريغاس، الذي نشأ بين أعظم مدربي كرة القدم مثل أرسين فينغر، بيب غوارديولا، جوزيه مورينيو، فيسنتي ديل بوسكي ولويس أراجونيس، استوعب أساليبهم ليضع بصمته الخاصة كمدرب. اليوم، يُعرف بأنه مدرب يمنح الثقة للشباب، ويعمل على تطوير مواهب مثل نيكو باز، أسان دياو، أليكس فالي، إيفان أزون وفرينيدا.
وجهة جديدة في الأفق؟
بعد نجاحه مع كومو، بدأت الأندية الأوروبية الكبرى في مراقبته. كل من شتوتغارت الألماني وميلان الإيطالي مهتمان بالتعاقد معه، لكن فسخ عقده الممتد حتى 2028 ليس بالأمر السهل، خاصة أنه يشعر بالسعادة بالمشروع الذي يقوده.
في حين أن الجميع يتحدث عن تشابي ألونسو وريال مدريد، يبدو أن فابريغاس يسير في طريق مماثل لكن باتجاه مختلف، مستعدًا ليكون أحد المدربين الإسبان الكبار في المستقبل.
من لاعب موهوب رسم المباريات في ذهنه، إلى مدرب يحلل نقاط ضعف الخصوم بنفس الدقة، يبدو أن فابريغاس يكتب فصلًا جديدًا في مسيرته، وقد يكون قريبًا أحد الأسماء البارزة في عالم التدريب الأوروبي.
