
في خطوة متقدمة نحو مستقبل الطب التجديدي، أعلنت جامعة قبردينو بلقاريا الروسية عن نجاحها في تطوير تقنية حديثة تتيح طباعة أجزاء الجسم المفقودة باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد و مواد بوليميرية متطورة.
يأتي هذا الابتكار ضمن جهود متزايدة عالميًا للاستفادة من التكنولوجيا الحيوية في تعويض الأنسجة البشرية واستبدال الأعضاء التالفة.
تقنية متطورة تعيد الأمل للمرض
بحسب بيان صادر عن الجامعة، فإن المواد المستخدمة في هذه التقنية اجتازت الاختبارات ما قبل السريرية، مما يعزز إمكانيات الطباعة الحيوية بشكل غير مسبوق. وتتيح هذه الطابعة إعادة إنتاج أجزاء من الجلد، العظام، والغضاريف بدقة متناهية، مما قد يسهم في علاج ضحايا الحوادث والحروق، بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من مشكلات خلقية.
ويعتمد المشروع على غرسات مصنوعة من جيل جديد من المواد المتوافقة حيويًا، والتي تتكيف مع الخصائص الفردية لكل مريض، ما يقلل بشكل كبير من احتمال رفض الجسم لها، وهو ما أكدته التجارب الأولية.
سباق عالمي نحو الطباعة الحيوية
تشهد الطباعة ثلاثية الأبعاد تطورًا متسارعًا في القطاع الطبي، حيث تعمل العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث حول العالم على تطوير تقنيات مماثلة. فعلى سبيل المثال، نجحت فرق بحثية في الولايات المتحدة وأوروبا في طباعة أنسجة بشرية باستخدام خلايا حية، مما يمهد الطريق نحو إنتاج أعضاء وظيفية مستقبلًا.
كما أعلنت جامعة “ويسكونسن-ماديسون” الأمريكية عن مشروع مماثل لطباعة أوعية دموية صناعية يمكن أن تحل محل الأوعية التالفة لدى مرضى القلب. في الوقت نفسه، تعمل شركات التكنولوجيا الحيوية في ألمانيا على تطوير هياكل عظمية بديلة قابلة للتحلل في الجسم دون الحاجة إلى جراحات إضافية لإزالتها.
آفاق واعدة رغم التحديات
رغم التقدم المذهل في هذا المجال، لا تزال هناك تحديات تقنية وقانونية تواجه الطباعة الحيوية، مثل ضمان سلامة المواد المستخدمة، والتأكد من توافق الأنسجة المطبوعة مع جسم الإنسان على المدى الطويل. ومع ذلك، فإن التطورات المستمرة في علوم المواد والهندسة الوراثية تشير إلى أن الطباعة الحيوية قد تصبح قريبًا حلًا عمليًا لمشكلات طبية كانت مستعصية لسنوات.
خطوة نحو المستقبل
من خلال هذا الابتكار، تضع جامعة قبردينو بلقاريا نفسها في طليعة الجامعات التي تساهم في تطوير تقنيات الطب التجديدي، مما قد يفتح الأبواب أمام استخدامات أوسع للطباعة ثلاثية الأبعاد في المجال الطبي، ويساهم في تحسين جودة حياة ملايين المرضى حول العالم.
أخترنا لك .. مصر تبدأ استخدام الروبوتات الجراحية لتعزيز المنظومة الصحية