“الزراعة” تختتم تدريب 24 خبيرًا أفريقيًا على تنمية المزارع السمكية وزراعة الأرز

تواصل مصر دورها الريادي في دعم القطاع الزراعي الأفريقي من خلال نقل خبراتها المتقدمة في زراعة الأرز إلى الدول الشقيقة في القارة السمراء، باعتباره من أهم المحاصيل الاستراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي.
فبفضل ما تمتلكه من خبرات علمية وتكنولوجية في تطوير أصناف الأرز عالية الإنتاجية والمقاومة للتغيرات المناخية، تعمل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي عبر المركز الدولي المصري للزراعة على تنفيذ برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر الأفريقية في هذا المجال الحيوي، وتعزيز قدرة الدول على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب في مواجهة تحديات الجفاف وندرة المياه.
من جانبه، أكد علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي أن الشراكة مع الدول الإفريقية تمثل ضرورة استراتيجية لتحقيق الأمن الغذائي المشترك، مشيرًا إلى أن مصر تسعد دائمًا بنقل خبراتها الزراعية للأشقاء في القارة السمراء، تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم جهود التنمية في إفريقيا.
جاء ذلك خلال حضور الوزير حفل ختام برنامجين تدريبيين متخصصين نظمهما المركز الدولي المصري للزراعة، التابع للعلاقات الزراعية الخارجية، بالتعاون مع هيئة التعاون الدولي اليابانية (جايكا) والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، بمشاركة 24 متدربًا من 19 دولة إفريقية.
دعم مصري مستمر لتحقيق الأمن الغذائي الإفريقي
شهد الحفل حضور عدد من القيادات والخبراء، من بينهم الدكتور عادل عبدالعظيم رئيس مركز البحوث الزراعية، والدكتور سعد موسى المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، وياماموتو أتسوشي ممثل مكتب “جايكا” في مصر، إلى جانب عدد من سفراء الدول الإفريقية.
وخلال كلمته، أكد الوزير علاء فاروق أن مصر تعتبر بناء القدرات الزراعية أحد محاور التعاون الأساسية مع إفريقيا، مشددًا على أن هذه الدورات التدريبية تسهم في تحقيق التكامل الزراعي والتنمية المستدامة في القارة.
ودعا الوزير المتدربين إلى أن يكونوا “سفراء للخبرة المصرية” في بلدانهم، من خلال نقل المعارف والتقنيات التي اكتسبوها أثناء البرنامج التدريبي، بهدف تعزيز كفاءة الإنتاج وتحسين منظومات الأمن الغذائي المحلية.
زراعة الأرز
فاروق: الشراكة مع إفريقيا ضرورة استراتيجية
وأوضح وزير الزراعة أن الشراكة مع إفريقيا ليست تعاونًا عابرًا بل هي التزام استراتيجي، خاصة في ظل التحديات العالمية مثل التغيرات المناخية واضطرابات سلاسل الإمداد.
وأشار إلى أهمية توحيد وتنسيق الجهود الإقليمية لبناء نظم غذائية أكثر مرونة واستدامة، مؤكدًا أن مصر تمتلك خبرات واسعة في هذا المجال وتضعها في خدمة الدول الإفريقية.
كما شدد فاروق على أن المركز المصري الدولي للزراعة يمثل الذراع الأساسي للوزارة في بناء القدرات البشرية بالقارة، من خلال برامج تدريبية تجمع بين الجانب العلمي والتطبيقي وتغطي مجالات متنوعة في الإنتاج الزراعي والتنمية الريفية.
برنامجان تدريبيان متخصصان لدعم القدرات الإفريقية
من جانبه، قال الدكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية، إن البرنامجين التدريبيين استمرا نحو شهرين ونصف، واشتمل كل منهما على محاضرات علمية مكثفة وزيارات ميدانية تطبيقية لعدد من المزارع ومراكز الأبحاث في مصر.
وأوضح أن البرامج صُممت لتلبية الاحتياجات الفعلية للدول الإفريقية في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغير المناخي، مشيدًا بمستوى التفاعل الكبير من المشاركين وحرصهم على الاستفادة من التجربة المصرية.
خبرات مصرية لمواجهة التغيرات المناخية

وقالت المهندسة سهير الحفني، مدير عام المركز الدولي المصري للزراعة، إن البرنامج الأول تناول تنمية المزارع السمكية لتحقيق الأمن الغذائي في إفريقيا، بمشاركة 10 متدربين من 10 دول، وركز على الاستزراع السمكي وإدارة المياه وتغذية الأسماك والتكيف مع التغيرات المناخية.
أما البرنامج الثاني فكان بعنوان “استراتيجيات زراعة الأرز في ظل التغيرات المناخية في إفريقيا”، وشارك فيه 14 متدربًا من 14 دولة إفريقية، وتضمن التدريب على التقنيات الحديثة للزراعة الذكية، واستخدام الذكاء الاصطناعي، والمكافحة الحيوية للآفات، مع تطبيق عملي في مركز بحوث الأرز وعدد من المزارع البحثية المصرية.
المتدربون الأفارقة: مصر تقدم نموذجًا رائدًا في التنمية الزراعية
زراعة الأرز

أعرب المتدربون الأفارقة عن تقديرهم لمستوى البرامج التدريبية، مشيرين إلى أنها أتاحت لهم فرصة فريدة للتعرف على الخبرات المصرية الرائدة في مجالي الزراعة والاستزراع السمكي.
كما تضمنت البرامج جولات سياحية وثقافية للتعرف على أبرز المعالم التاريخية في الجيزة والإسكندرية، مما أتاح للمشاركين التعرف على الثقافة المصرية عن قرب.