المطاعم السحابية..مفهوم جديد يعيد تشكيل صناعة الطعام

 

 

أعلنت منصة “كيتوبي” Kitopi لـ المطاعم السحابية عن نجاحها في جمع 415 مليون دولار أمريكي ضمن جولة استثمارية من الفئة (Series C)، بقيادة صندوق رؤية سوفت بنك 2، وبمشاركة مجموعة من كبار المستثمرين مثل Chimera، DisruptAD، B. Riley، Dogus Group، Next Play Capital، وNordstar.

 

هذا التمويل يعكس الاهتمام المتزايد بالمطابخ السحابية كأحد أبرز الاتجاهات الناشئة في قطاع توصيل الطعام، حيث يطرح تساؤلات حول طبيعة هذه المطابخ وأسباب جاذبيتها للمستثمرين.

 

 

—

 

ما هي المطابخ السحابية؟ نموذج كيتوبي

 

ثورة في عالم تقديم الطعام دون صالات استقبال

 

تعرف المطابخ السحابية أيضًا باسم “المطابخ المعتمة” (Dark Kitchens)، وهي مطاعم تعمل بدون أماكن مخصصة لاستقبال العملاء، حيث يقتصر نشاطها على تحضير الطعام الذي يُطلب عبر التطبيقات الإلكترونية، ليتم توصيله من خلال شركات متخصصة.

 

تتيح هذه المطابخ إمكانية مشاركة الموارد بين عدة علامات تجارية، حيث يعمل طهاة مختلفون على تحضير قوائم طعام متعددة داخل مطبخ واحد، مما يقلل التكاليف التشغيلية ويزيد من الكفاءة والإنتاجية.

 

 

—

 

نماذج الأعمال للمطابخ السحابية

 

تنقسم المطابخ السحابية إلى ثلاثة نماذج رئيسية:

 

1. المطابخ الجاهزة للإيجار: توفر بنية تحتية متكاملة للمطاعم والعلامات التجارية مقابل إيجار شهري، مثل ما تقدمه OneKitchen وKitchen Nation.

 

 

2. المطابخ الافتراضية: تضم عشرات العلامات التجارية داخل مطبخ واحد، مثل Sweetheart Kitchen وJeetek Group.

 

 

3. النموذج المتكامل: يشمل تجهيز المطابخ، إنشاء العلامات التجارية، التسويق، وإدارة الطلبات، وهو الأقل انتشارًا، لكنه يتبناه بعض الشركات مثل Krush Brands.

 

 

 

لماذا تنمو المطابخ السحابية بهذه السرعة؟

 

تكاليف أقل، أرباح أعلى، ومستقبل واعد

 

تكاليف تشغيلية منخفضة: لا تحتاج لاستئجار مواقع في أماكن حيوية، حيث يمكنها العمل في مستودعات، مجمعات صناعية، أو حتى حاويات مُعدلة كما تفعل شركة Deliveroo.

 

إطلاق سريع: بينما يستغرق تجهيز مطعم تقليدي أشهرًا، يمكن تشغيل مطبخ سحابي خلال أيام.

 

مرونة عالية: يسمح التعاون مع عدة علامات تجارية بزيادة حجم الطلبات واستغلال الموارد بشكل أكثر كفاءة.

 

أداء أفضل: يمكن للمطابخ السحابية تنفيذ 150 طلبًا في الساعة، مقارنة بالمطاعم التقليدية التي تعتمد على خدمة عدد محدود من العملاء في نفس الوقت.

 

 

 

—

 

المطابخ السحابية في الشرق الأوسط.. سوق واعدة بمليارات الدولارات

 

وفقًا للتقديرات، بلغ حجم سوق طلب الطعام أونلاين في الشرق الأوسط 6 مليارات دولار عام 2019، ومن المتوقع أن يصل إلى 11.9 مليار دولار بحلول 2026.

 

السعودية تتصدر الدول العربية في تبني خدمات طلب الطعام إلكترونيًا، تليها الإمارات، التي أصبحت مركزًا إقليميًا للمطابخ السحابية.

 

60% من أرباح المطاعم في المنطقة تأتي من الطلبات الإلكترونية، ما يعزز مستقبل هذا النموذج.

 

 

 

—

 

“كيتوبي” تواصل توسعها إلى أسواق جديدة

 

مع تزايد الطلب، تواصل “كيتوبي” خططها التوسعية، حيث انتقلت إلى قطر والبحرين بعد نجاحها في السعودية والكويت، مع خطط مستقبلية لدخول ماليزيا وسنغافورة.

 

حاليًا، تدير كيتوبي أكثر من 80 مطبخًا سحابيًا، وتعمل مع 200 علامة تجارية، وتوظف أكثر من 3,000 موظف، مما يجعلها واحدة من أكبر منصات المطابخ السحابية في المنطقة.

 

 

—

 

خلاصة: هل المطابخ السحابية هي مستقبل المطاعم؟

 

مع استمرار تدفق الاستثمارات، وازدياد الاعتماد على طلب الطعام عبر الإنترنت، يبدو أن المطابخ السحابية ليست مجرد اتجاه مؤقت، بل مستقبل قطاع تقديم الطعام، حيث تقدم نموذجًا أكثر كفاءة وربحية للمستثمرين ورواد الأعمال.

 

إذا استمر هذا النمو، فقد نشهد تحولًا كبيرًا في قطاع المطاعم التقليدية، مع انتقال المزيد من العلامات التجارية إلى النموذج السحابي للاستفادة من مزاياه العديدة.