شراكة بـ25 مليون دولار .. الشرقية الوطنية تدخل سوق الأغذية المجمدة بقوة
مجمع صناعي ولوجيستي ضخم يضع المدينة على خريطة التصنيع الغذائي

في خطوة استراتيجية تستهدف تعظيم العائد على أصولها ودخول مجال الصناعات الغذائية من الباب الكبير خاصة الأغذية المجمدة، أعلنت شركة الشرقية الوطنية للأمن الغذائي عن توقيع عقود شراكة مع شركة كابيتال أجرو، لإنشاء مجمع صناعي ولوجيستي متكامل بقطاع الأغذية المجمدة، وذلك على قطعة أرض تمتلكها بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، تبلغ مساحتها نحو 30 ألف متر مربع.
مش مشروع عادي.. خطة طموحة وتحرك مدروس

وفقًا لما أعلنته الشركة في إفصاح رسمي للبورصة المصرية، فإن المشروع الجديد يستهدف إقامة بنية متكاملة لمعالجة الأغذية، تبدأ من التجميد السريع بتقنيات أوروبية (IQF)، مرورًا بخطوط الفرز والغسيل والتعبئة، وصولًا إلى إنشاء مخزن تبريد ضخم بسعة تصل إلى 30 ألف بالته.
لكن الخطة لا تقتصر على البنية الصناعية فقط، إذ تشمل أيضًا منظومة خدمات لوجستية حديثة تشمل النقل المبرد، والتوزيع المحلي والدولي، بما يدعم سلاسل الإمداد الغذائي داخل مصر وخارجها.
أرقام بتقول كتير: من 15 لـ25 مليون دولار استثمارات متوقعة
بحسب الإفصاح، فإن المرحلة الأولى من المشروع ستُضخ فيها استثمارات بقيمة 15 مليون دولار، فيما تتوقع الشركة أن تصل القيمة الإجمالية إلى 25 مليون دولار بحلول عام 2030، ما يعكس رؤية طويلة الأمد ورغبة في التوسع داخل سوق الأغذية المجمّدة الذي يشهد نموًا متسارعًا محليًا وإقليميًا.
الأغذية المجمدة
رغم الخسائر.. خطوة للأمام

يأتي هذا التحرك في وقت سجلت فيه “الشرقية الوطنية” صافي خسائر بقيمة 281.5 ألف جنيه خلال عام 2024، مقارنة بخسائر أكبر بلغت 5.13 مليون جنيه في عام 2023. ورغم ذلك، فإن الإيرادات شهدت تراجعًا أيضًا، من 26.9 مليون جنيه إلى 17.2 مليون جنيه خلال نفس الفترة.
ومع ذلك، يُنظر إلى المشروع الجديد كخطوة جادة لإعادة هيكلة النشاط والتوجه نحو قطاع أكثر ربحية واستقرارًا، وهو الصناعات الغذائية، لا سيما في ظل الطلب المتزايد على المنتجات المجمدة والتخزين المبرد في مصر والمنطقة.
هل تتحول الشرقية إلى مركز لـ الأغذية المجمدة في مصر؟
مع توجه “الشرقية الوطنية” لبناء هذا المجمع المتكامل، تبرز بلبيس كمدينة مرشحة لتكون مركزًا لوجستيًا جديدًا لصناعات الأغذية المجمّدة، خاصة إذا نجحت الشركة في جذب مزيد من الشركاء وتوسيع نطاق التوزيع الإقليمي.
ويبدو أن التركيز على سلاسل الإمداد والتكنولوجيا الحديثة في المعالجة والتجميد يمنح المشروع أفضلية في سوق يشهد منافسة قوية، ولكن ما زالت فيه فرص نمو هائلة، خصوصًا مع ازدياد الطلب على الأغذية المُعالجة بشكل صحي وسريع.
الأغذية المجمدة