العالم على حافة أزمة غذاء: 40% من الإمدادات مهددة بسبب التوترات الجيوسياسية
40% من صادرات اليوريا تمر عبر مضيق هرمز.. وأي اضطراب سيضرب الأمن الغذائي العالمي

حذر سفين توري هولسيثر، الرئيس التنفيذي لمجموعة يارا النرويجية، إحدى أكبر شركات الأسمدة في العالم، من أزمة غذاء عالمية جراء تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، بسبب تأثيرها المباشر على سلاسل توريد مغذيات المحاصيل والطاقة.
“مضيق هرمز تحت المراقبة”.. القلق يهيمن على أسواق الأسمدة

في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز، أكد هولسيثر أن القطاع الزراعي يراقب عن كثب الوضع في مضيق هرمز، مشيرًا إلى أن نحو 40% من صادرات اليوريا و20% من الغاز الطبيعي المُسال تمر عبر هذا الممر الحيوي. وقال:
“أي اضطراب في هذه المنطقة يمكن أن يؤثر بسرعة على إنتاج الغذاء حول العالم”.
أزمة متصاعدة: من توقف حقول الغاز إلى شلل مصانع الأسمدة

مصر من بين المتضررين بعد توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي
أشار هولسيثر إلى أن الإغلاق المفاجئ لحقول الغاز الإسرائيلية أدى إلى تعطيل الإنتاج في مصانع الأسمدة المصرية، ما يُعد مثالاً على سرعة تأثر الأسواق بالتوترات الإقليمية.
كما أغلقت إيران جميع مصانعها لإنتاج الأمونيا لأسباب أمنية، حسبما أفادت شركة “آي سي آي إس”، فيما لا تزال مصر متوقفة عن الإنتاج لنفس السبب.
موجة تقلبات تضرب سوق الأسمدة العالمية
شهدت أسعار الأسمدة تقلبات حادة خلال الأسبوعين الماضيين، وذكرت شركة “سي آر يو” أن الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل تسببت في اضطراب شديد بأسواق النيتروجين والفوسفات والبوتاس، التي تعتمد على المنطقة كمصدر رئيسي.
تحذيرات من نظام غذائي “هش”.. ودعوة إلى تدخل سياسي واقتصادي
قال رئيس “يارا” إن النظام الغذائي العالمي لا يزال هشًا، مضيفًا:
“إذا ظلت أسعار الطاقة مرتفعة، فسيؤثر ذلك على النظام الغذائي كما حدث في 2021 و2022 بسبب الحرب في أوكرانيا”.
ورغم العقوبات على الغاز الروسي، لا تزال موسكو تُصدّر الأسمدة وتستخدمها كسلاح سياسي، وفق تعبيره، ما يعزز الاعتماد العالمي على صادراتها ويضعف المنافسة.
أوكرانيا.. من سلة غذاء إلى أرض ملغومة

أكد هولسيثر أن أكثر من 20% من الأراضي الزراعية في أوكرانيا أصبحت ملغومة أو محتلة أو غير صالحة للاستغلال الزراعي، ما أدى إلى انخفاض إنتاج البلاد من الحبوب من 78 إلى 72.9 مليون طن خلال عام واحد.
وأشار إلى أن صادرات أوكرانيا قبل الحرب كانت تطعم أكثر من 400 مليون شخص سنويًا، وهو رقم يعكس التأثير الكبير لتراجع الإنتاج على الأمن الغذائي العالمي.