فول الصويا على صفيح ساخن.. ومصر قد تكون الرابح الهادئ
أزمة فول الصويا بين أمريكا والصين فتحت بابًا لفرص جديدة أمام مصر، خاصة مع تراجع الأسعار العالمية واتجاه بكين لمصادر بديلة. مصر قد تستفيد من خفض تكلفة الاستيراد، أو من خلال دعم زراعة فول الصويا محليًا لتقليل الفاتورة الاستيرادية وتعزيز الأمن الغذائي.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فرض رسوماً جمركية بنسبة 145% على كافة الواردات القادمة من الصين، مستثنيًا دولاً أخرى بعد أن جمّد الرسوم المتبادلة معها.
الرد الصيني لم يتأخر، إذ أعلنت بكين عزمها “القتال حتى النهاية”، مؤكدة أن المواجهة دخلت مرحلة حرب تجارية شاملة.
فول الصويا الأميركي الخاسر الأكبر من التصعيد
في خضم هذه المعركة، يبرز فول الصويا كأحد أكثر السلع الزراعية تأثرًا.
ووفقًا لتقرير نشرته شبكة CNN، فإن الصين – التي تعتمد بشكل كبير على فول الصويا لعلف الحيوانات – بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات عملية لتقليل الاعتماد على السوق الأميركية، تكرارًا لما فعلته في حرب الرسوم الجمركية عام 2018.
فرضت الصين الآن رسومًا بنسبة 125% على واردات فول الصويا الأميركية، ليصل إجمالي الرسوم إلى 135%، مما يعمّق الضرر على القطاع الزراعي الأميركي الذي خسر قرابة 27 مليار دولار خلال الحرب السابقة، منها 71% مرتبطة مباشرة بفول الصويا.
فول الصويا البرازيلى الرابح الأكبر
في ظل هذا التصعيد، تتجه الأنظار إلى البرازيل، التي استفادت بشكل كبير من انخفاض الصادرات الأميركية للصين، حيث ارتفعت صادراتها من فول الصويا إلى الصين بأكثر من 280% منذ عام 2010.
وفي عام 2024 فقط، استحوذت الصين على أكثر من 73% من إجمالي صادرات فول الصويا البرازيلية.
زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ للبرازيل في نوفمبر الماضي جاءت لتقوية هذه الشراكة الاستراتيجية، خاصة مع توقعات بوصول محصول فول الصويا البرازيلي إلى أرقام قياسية هذا العام، ما يعزز من فرص البرازيل في احتلال صدارة السوق الآسيوية.
الأرجنتين تدخل على الخط
ليست البرازيل وحدها في دائرة الضوء، بل أيضًا الأرجنتين، التي أصبحت ثالث أكبر منتج لفول الصويا في العالم، بعد كل من البرازيل والولايات المتحدة.
الصين، في إطار سياستها الاقتصادية الجديدة، تسعى إلى تنويع وارداتها الزراعية من أميركا الجنوبية، كوسيلة لتقليل الاعتماد على أي شريك واحد وتجنب الابتزاز التجاري.
الصين توسّع تحالفاتها
بالتوازي مع تحركاتها الزراعية، تعمل الصين على تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع دول رابطة آسيان، كما أجرت محادثات جديدة مع الاتحاد الأوروبي لإعادة إطلاق مفاوضات تجارية حول السيارات الكهربائية.
هذه الجهود تأتي في وقت تحاول فيه بكين موازنة الكفة التجارية وتقليل الأضرار الناتجة عن الرسوم الأميركية التصاعدية، وتعزيز نفوذها في الأسواق العالمية.
المزارعون الأميركيون في مرمى الخسائر
التصعيد الحالي يُعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب التجارية عام 2018، التي ألقت بظلالها الثقيلة على المزارعين الأميركيين، خاصة في الولايات الريفية التي كانت من أبرز داعمي ترامب.
ومع عودة الرسوم على فول الصويا وتراجع الطلب الصيني، يبدو أن هؤلاء المزارعين قد يعودون مجددًا إلى دوامة الخسائر والعجز في موسم زراعي جديد ملبد بالغيوم.
ارتفاع قياسي في أسعار الزيوت والحبوب.. زيت الصويا المكرر يقترب من 60 ألف جنيه
أسعار فول الصويا تحت الضغط: تراجع الإنتاج البرازيلي وتصاعد التوترات التجارية
