الأمين العام لـ”غرفة التجارة والتنمية الإسلامية” : عوائق التصدير وتعدد الشهادات تهدد توسع قطاع الحلال عالميًا
خلاوي : فعاليات دولية جديدة لتعزيز الاقتصاد الحلال في لندن والبوسنة

أكد الشيخ يوسف خلاوي، الأمين العام لـ” غرفة التجارة والتنمية الإسلامية “، أن قطاع الحلال يحمل إمكانات هائلة لم يتم استغلالها بالكامل حتى الآن، مشيرًا إلى أن النمو الحالي في هذا القطاع كان مدفوعًا باحتياجات الأفراد فقط، دون وجود تخطيط استراتيجي من الحكومات أو المنظمات الدولية.
وأوضح خلاوي، خلال حديثه في أحد المنتديات الاقتصادية، أن الصناعات المرتبطة بالحلال، مثل الأغذية، الأزياء، والسفر، بحاجة إلى تعزيز الوعي بأهميتها الاقتصادية وإمكاناتها التنموية، مشيرًا إلى أن هناك حاجة ماسة إلى إزالة الحواجز التجارية التي تعيق التوسع في هذا المجال.
عوائق التصدير وتعدد الشهادات
أشار خلاوي إلى أن واحدة من أبرز التحديات التي تواجه الشركات العاملة في قطاع الحلال هي التعقيدات البيروقراطية وتعدد الشهادات المطلوبة للتصدير، موضحًا أن الشركات تحتاج إلى شهادات وترخيصات مختلفة لكل دولة، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وصعوبة الوصول إلى الأسواق الدولية.
وقال: “على سبيل المثال، إذا أرادت شركة غذائية مصرية تصدير منتجاتها إلى السعودية، فإنها تحتاج إلى شهادة حلال سعودية، وإذا أرادت التصدير إلى الإمارات، فعليها الحصول على شهادة أخرى، مما يخلق المزيد من العوائق أمام رواد الأعمال”.
وأضاف أن غرفة التجارة والتنمية الإسلامية تسعى إلى التواصل مع المسؤولين في مختلف الدول لإيجاد حلول لهذه الإشكاليات، مؤكدًا أن المرحلة الحالية تركز على رفع الوعي بأهمية تسهيل التجارة الحلال بدلاً من فرض المزيد من القيود.
فعاليات عالمية لتعزيز صناعة الحلال
وكشف خلاوي عن خطة الغرفة لإطلاق عدد من الفعاليات الدولية لزيادة الوعي بصناعة الحلال، موضحًا أن لندن ستكون وجهة جديدة لاستضافة أول فعالية تجارية كبرى موجهة للمستهلكين، على غرار الأسواق الرمضانية، ولكن بمفهوم أوسع وأشمل.
كما أعلن عن مشروع جديد في البوسنة، يتم تطويره بنهج مختلف عن الفعاليات السابقة، حيث يجري التعاون مع جهات رسمية لتنظيم منتدى اقتصادي يهدف إلى تعزيز الاستثمارات الحلال في أوروبا.
وأكد أن غرفة التجارة والتنمية الإسلامية تتبنى رؤية طويلة المدى تركز على التنوع الجغرافي والقطاعي، مما يجعلها ترفض بيع المساحات الكبيرة في معارضها لصالح شركات محددة، لضمان مشاركة أوسع من مختلف الدول والقطاعات الاقتصادية.
دور صناع المحتوى في نشر ثقافة الحلال
وفي سياق متصل، شدد خلاوي على أهمية المحتوى الرقمي في دعم صناعة الحلال، مؤكدًا أن الغرفة تعمل على إطلاق تجمع سنوي لصناع المحتوى بهدف توجيههم نحو تقديم محتوى أكثر عمقًا وتأثيرًا في هذا المجال.

وقال: “لدينا في العالم الإسلامي ملايين المؤثرين، لكن للأسف، الكثير منهم يركز فقط على تحقيق الأرباح دون تقديم محتوى هادف. نريد التركيز على فئتين رئيسيتين: صناع المحتوى الجاد، وأولئك المتخصصين في قطاعات الحلال مثل الأزياء والطعام.”
وأشار إلى أن هناك شخصيات مؤثرة في مجالات مثل المأكولات الحلال، تحقق ملايين المشاهدات من مختلف دول العالم، مؤكدًا أن الاستفادة من هؤلاء في نشر الوعي بصناعة الحلال سيكون له أثر اقتصادي كبير.
المدينة المنورة.. مركز ثقة للاقتصاد الإسلامي
كشف خلاوي عن مشروع جديد يتم التحضير له في المدينة المنورة، حيث أوضح أن اختيار المدينة كمركز لفعاليات الاقتصاد الإسلامي جاء بسبب الثقة التي تتمتع بها على المستوى العالمي، حتى بين غير المسلمين.
وقال: “قررنا أن تكون المدينة المنورة مقرًا دائمًا لمؤتمرات الاقتصاد الإسلامي، بينما يتم تخصيص مكة المكرمة لمؤتمرات قطاع الحلال، لأننا نؤمن بأن بناء الثقة هو المفتاح لنمو هذه الصناعات.”
خطة استراتيجية لتنمية الاقتصاد الإسلامي 2026-2030
وفي ختام حديثه، كشف خلاوي عن إعداد استراتيجية جديدة تمتد من 2026 إلى 2030، تهدف إلى تعزيز التكامل بين الدول الإسلامية في قطاع الحلال، مؤكدًا أن هناك فرصًا غير مستغلة في الدول الإسلامية يمكن أن تصبح محركًا رئيسيًا للتنمية المستدامة.
وأضاف: “لدينا الموارد البشرية في نيجيريا، والاستثمارات المالية في الخليج، والأراضي الزراعية في العديد من الدول الإسلامية، ولكن لا يمكن تحقيق تنمية مستدامة دون تكامل حقيقي تحت مظلة الاقتصاد الحلال.”
وأشار إلى أن الغرفة تسعى إلى توظيف هذه العناصر من خلال مشاريع ومبادرات دولية سيتم الإعلان عنها قريبًا، داعيًا جميع الفاعلين في قطاع الحلال إلى التعاون من أجل بناء منظومة اقتصادية متكاملة.