عمر عبد الحميد يكتب .. الصيد السهل في الأدغال الوعرة
للعام الثالث علي التوالي “كومودتي ماركت” هي الشريك الإعلامي للمعرض التجاري الدولي الثامن للأغذية والمشروبات “فوود أفريكا”، والذي له مكانه خاصة لأنه ليس مجرد معرض متخصص، ولكنه يجمع الحسنيين، الاولي لأنه يجمع مصنعي الغذاء والقطاعات المرتبطة بها، والثاني كونه المعرض الأكبر في القارة السمراء المتخصص في هذا المجال.
كومودتي ماركت تخصصت منذ صدور عددها الأول في أغسطس 2020 في القطاع الغذائي بشقية الحاصلات الزراعية والأغذية المصنعة، واتخذت على عاتقها التعبير ونقل التحديات التي يوجهها القطاع والفرص المتاحة أمام العاملين به لتنمية وزيادة حجم أعمالهم، عبر أذرع المجلة المختلفة (الأعداد الخاصة التي تصدر باللغة العربية أو الإنجليزية – الموقع الإلكتروني – نشرة غذائي).
مع بداية العام الجديد 2024 تظهر كومودتي ماركت في صورة أكثر تطورا في جميع أذرعها المختلفة، لتتواكب مع الطفرة الصناعية والتصديرية التي يشهدها القطاع الغذائي المصري.
كنوز القارة السمراء
التصدير فرصة للشركات لزيادة حجم أعمالها والحصول علي الدولار الضروري لتلبية احتياجاتها وتوفير مدخلات الإنتاج، ولكن عملة التصدير معقدة وتحتاج لرؤية ومجهود ووقت وقدرات عالية علي التفاوض، خاصة عندما يتعلق الأمر بالمنتجات الغذائية سواء مصنعة أو في صورتها الأولية (فرش)، نظرًا لحساسيتها وارتباطها بصحة وحياة المستهلكين في الأسواق المحلية والعالمية، وبالتالي يتطلب الأمر معاملات محددة ومراقبة ذاتية عالية، قبل المراقبة الحكومية.
خطأ واحد فيما يتعلق بسلامة المنتجات الغذائية، يضر بسمعة الشركة والدولة المصدرة، وتصحيح هذا الخطأ يكبد الدولة والمصدر مبالغ طائلة ومجهود لسنوات لاستعادة التصدير لهذا السوق مرة آخري.
الأسواق العربية والأوروبية والأمريكية، كبيرة ولها مميزات عظيمة في مقدمتها ارتفاع مستوي الدخل وبالتالي أسعار التصدير، ولكنها أسواق متشبعة وبها منافسة شرسة من معظم المنتجين في العالم، بخلاف متطلباتها واشتراطاتها القياسية الصعبة والمكلفة، ورغم ذلك هناك الكثير من الشركات المصرية التي تصدر وتنافس بقوة في تلك الأسواق.
السوق الأفريقي تهافت عليه المنتجين من كافة بقاع الأرض خلال السنوات الماضية، خاصة أنه سوق بكر ومازال في حاجة للكثير من المنتجات الغذائي والتي تتميز مصر بصناعتها وتصديرها، وبالطبع المنتج المصري يتمتع بمميزات تنافسية كبيرة منها قرب المسافة والاتفاقيات التجارية مع معظم دول القارة.
التصدير للأسواق الأفريقية سهل للمصدر المصري، ولكنه السهل الممتنع فهو “صيد سهل في الأدغال الوعرة”، فرغم سهولة هذا السوق الواعد، ولكن صعوبة التنقل بين الدول الأفريقية وتحويل الأموال في بعض الدول يجعلها بالفعل ادغال، تحتاج لمجهور كبير لاقتناص هذا الصيد الثمين أينما وجد.