اتحاد الغرف العربية يقترح إنشاء حدائق صناعية وتكنولوجية صينية-عربية مشتركة
مبادرة طموحة لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين
كشف الدكتور خالد حنفي، الأمين العام لاتحاد الغرف العربية، عن تبني فكرة إنشاء حدائق صناعية وتكنولوجية صينية-عربية مشتركة في مختلف الدول العربية.
جاء ذلك خلال ترؤسه لجلسة بعنوان: “المناطق الصناعية الصينية – العربية”، ضمن فعاليات المؤتمر العربي الصيني الحادي عشر الذي استضافته مقاطعة هاينان الصينية خلال الفترة من 27 إلى 29 أبريل 2025، بحضور نخبة من الشخصيات والوفود العربية والصينية رفيعة المستوى.
مواقع استراتيجية بالقرب من الموانئ والمراكز اللوجستية
أوضح الدكتور حنفي أن هذه الحدائق الصناعية والتكنولوجية المشتركة ستتمتع بمواقع استراتيجية بالقرب من الموانئ والمراكز اللوجستية في الدول العربية. وأشار إلى أن هذه المبادرة تستلهم نموذج شركة “تيدا” الصينية الناجح في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس في مصر.
احتضان المواهب العربية ودمجها مع الخبرات الصينية
نوه الأمين العام لاتحاد الغرف العربية إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى احتضان المواهب العربية ودمجها مع الخبرات الصينية المتقدمة في مختلف المجالات. وأكد أنها ستكون بمثابة البنية التحتية اللازمة لازدهار هذه الحدائق وتحقيق أهدافها التنموية المشتركة.
تخطيط دقيق ووحدات مترابطة لتعزيز التكامل الاقتصادي
أشار الدكتور خالد حنفي إلى أن عملية تخطيط هذه الحدائق ستتم بدقة متناهية، مع وضع خطة رئيسية شاملة لكل موقع. وستضم الحدائق مجموعة متنوعة من الوحدات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، مترابطة عبر نظام مدخلات ومخرجات فعال، مما يعزز الروابط الأمامية والخلفية بينها. وأضاف أنه سيتم ربط كل مجمع بغيره في المنطقة العربية والصين، مما سيُنشئ شبكة تعاونية قوية ترتكز على أربع ركائز أساسية هي:
- وحدة التدريب والتطوير: تركز على التأهيل الفني والتوجيه الثقافي لجميع العاملين في المجمع.
- وحدة استخبارات السوق: تعتمد على البيانات الضخمة والتحليلات لدراسة الأسواق الحالية والمستهدفة وتحديد احتياجاتها.
- وحدة البحث والتطوير: مُخصصة لتكييف المنتجات مع الأسواق المحددة وتشجيع الابتكار المستمر.
- وحدة التمويل: تتولى إجراء دراسات الجدوى المالية لتسهيل حصول جميع الوحدات داخل المجمع على التمويل اللازم.
مشاريع عربية صينية مشتركة وحاضنات لريادة الأعمال
أوضح الدكتور خالد حنفي أن هذه الحدائق الصناعية (INDUSTRIAL PARK) ستكون بمثابة مشاريع عربية صينية مشتركة، وستضم وحدات صغيرة تعمل كحاضنات لتعاون رواد الأعمال والمبتكرين من كلا المنطقتين.
دور محوري لـ اتحاد الغرف العربية في دفع هذه المبادرة
نوه الأمين العام لاتحاد الغرف العربية بأن إنشاء هذه الحدائق وانتشارها في جميع أنحاء المنطقة العربية سيساهم بشكل كبير في تعزيز التجارة والاستثمار والتبادل المستدام بين الدول العربية والصين. كما أكد أن هذه المبادرة يمكن أن تخفف من العديد من المخاطر المرتبطة بالحروب التجارية وتسهل دخول المنتجات إلى أسواق جديدة. واقترح أن يلعب اتحاد الغرف العربية، بالتعاون مع شركائه، دورًا هامًا في دفع هذا المسعى العربي الصيني المشترك.
استثمارات كبيرة وفرص عمل وإيرادات تعزز الاقتصاد المصري
قدمت شركة “تيدا” خلال الجلسة عرضًا تفصيليًا عن مشروعها الناجح في مصر، والذي يتم تطويره منذ عام 2008 على مساحة تزيد عن سبعة كيلومترات مربعة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس. وأوضح العرض أنه تم إنجاز المرحلة الأولى من التطوير على مساحة حوالي 1.34 كيلومتر مربع، ويجري العمل حاليًا على المرحلة الثانية التي تغطي مساحة ستة كيلومترات مربعة. وأشار العرض إلى المساهمة الكبيرة لشركة “تيدا” في تعزيز الاقتصاد المصري من خلال جذب الاستثمارات، وتوفير أكثر من 70 ألف فرصة عمل، وتحقيق إيرادات مبيعات تجاوزت 4.6 مليار دولار بحلول أواخر عام 2024، بالإضافة إلى دفع أكثر من 450 مليون دولار كضرائب حتى التاريخ نفسه.
