الزراعة تكشف: 28 صنفًا جديدًا من تقاوي الخضر لمواجهة الاستيراد

في اجتماع موسع ترأسه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، استعرضت الحكومة المصرية جهودها المتسارعة لتقليل الاعتماد على الخارج في استيراد البذور والتقاوي، وذلك بحضور وزراء ومسؤولين رفيعي المستوى، على رأسهم وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ومسؤولو جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، والشركة الوطنية للزراعات المحمية، ورئيس مركز البحوث الزراعية.

أكد مدبولي أن الدولة تعمل على تحقيق طفرة نوعية في مجال إنتاج التقاوي، بهدف الوصول للاكتفاء الذاتي، خاصة مع التوسع في استصلاح الأراضي الزراعية وزيادة الطلب على سلالات متطورة مقاومة للآفات والتغيرات المناخية.

4 محاور رئيسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي

خلال الاجتماع، أوضح وزير الزراعة استراتيجية مصر الوطنية في هذا المجال، والتي تعتمد على 4 محاور أساسية:

1. التوسع الرأسي: عبر استنباط أصناف عالية الإنتاجية ومتحملة للظروف البيئية الصعبة.

2. تحسين الجودة: من خلال التوسع في إنتاج التقاوي المعتمدة وتطبيق الممارسات الزراعية الجيدة.

3. تحديث الخريطة الصنفية: لضمان استخدام أفضل الأصناف حسب طبيعة الأرض والمناخ.

4. إنتاج تقاوي المربي والأساس: لضمان وفرة الأصناف المرغوبة وتغطية الطلب المحلي.

نتائج ملموسة على الأرض

أكد علاء فاروق، وزير الزراعة، أن مصر أصبحت في مقدمة الدول من حيث إنتاجية وحدة المساحة في محاصيل القمح، الذرة، الأرز، والفول الصويا، وهو ما يعكس نجاح السياسات الزراعية الأخيرة، وتحديدًا فيما يتعلق باستخدام التقاوي عالية الجودة.

كذلك أشار إلى جهود النهوض بمحصول القطن المصري طويل التيلة، الذي لا يزال يمثل معيارًا عالميًا للجودة، وتعمل الدولة حاليًا على تعزيزه في الأسواق العالمية.

برنامج تقاوي الخضر: بديل قوي للاستيراد

من جانبه، استعرض الدكتور عادل عبد العظيم، رئيس مركز البحوث الزراعية، ملامح البرنامج الوطني لإنتاج تقاوي الخضر، والذي انطلق عام 2020، مستهدفًا توطين صناعة البذور وتقليل الضغط على العملة الصعبة.

تم تحديد 10 محاصيل خضر استراتيجية ضمن البرنامج، وتم بالفعل استنباط وتسجيل 28 صنفًا وهجينًا جديدًا، بالإضافة إلى تنفيذ أيام حقل للتوعية بالمزايا، وإنشاء 70 صوبة وتجهيز المعامل الزراعية الحديثة، إلى جانب تدريب عشرات الفنيين.

تعاون موسع مع “مستقبل مصر” و”الوطنية للزراعات”

أكد اللواء خالد صلاح على وجود تنسيق فعّال بين جهاز “مستقبل مصر” ووزارة الزراعة والشركة الوطنية، للاستفادة من الإمكانات المتوفرة وتلبية الاحتياجات الفعلية من البذور والتقاوي، خاصة مع توسع المشروعات الزراعية الكبرى.

وفي السياق ذاته، قدم اللواء أحمد رسمي، من الشركة الوطنية للزراعات المحمية، عرضًا حول المركز الوطني الجديد لإنتاج وتحسين تقاوي الخضر، والذي يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويشمل بنية تحتية متقدمة ومعامل زراعة أنسجة، ومناطق مخصصة للإنتاج والتقييم والتعبئة.

توجيه حكومي برؤية موحدة

في ختام الاجتماع، وجه رئيس الوزراء بوضع رؤية شاملة للتكامل بين الجهات المعنية لإنتاج البذور والتقاوي محليًا، بما يسهم في تغطية الطلب المحلي، وتحقيق السيادة الزراعية، وتوفير العملة الأجنبية.