“تراجع الاستثمار الأجنبي في أفريقيا 42%.. وقطاع الأغذية والزراعة يصمد في مصر والمغرب
شمال أفريقيا الأكثر تضررًا من تراجع الاستثمارات الأجنبية
شهدت القارة الأفريقية تراجعًا حادًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بنسبة 42% خلال النصف الأول من عام 2025، ومع ذلك، برز قطاع الأغذية والزراعة كأحد القطاعات الأكثر ثباتًا في ظل هذه التحديات، حيث حافظت الاستثمارات في هذا المجال على استقرارها، لا سيما في مصر والمغرب، ما يعكس أهمية الزراعة والأغذية في تعزيز الأمن الغذائي وجذب الاستثمارات حتى في فترات التراجع الاقتصادي العام.
تقرير منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) ذكر أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى أفريقيا وصلت إلى 28 مليار دولار، وأوضح التقرير أن الانخفاض كان أكثر وضوحًا في شمال أفريقيا، حيث سجلت التدفقات 11 مليار دولار مقابل 27 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، بينما انخفض الاستثمار في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 23% ليصل إلى 17 مليار دولار.
استقرار نسبي في بقية الاقتصادات النامية
على الصعيد العالمي، تراجعت التدفقات بنسبة 3% لتصل إلى 737 مليار دولار، متأثرة بعدة عوامل تشمل تصاعد التوترات التجارية، وارتفاع أسعار الفائدة، وعدم اليقين الجيوسياسي.
ومقارنة بالقارة الأفريقية، سجلت مناطق أخرى زيادات ملحوظة في الاستثمار الأجنبي المباشر، مثل أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (+12%) والدول النامية في آسيا (+7%)، ما يعكس تباينًا في أداء التدفقات العالمية.
القطاعات المتأثرة بالانخفاض
أشار التقرير إلى أن الانخفاض العالمي كان مدفوعًا بـ:
-
انكماش عمليات الدمج والاستحواذ عبر الحدود بنسبة 18% لتصل إلى 173 مليار دولار، وهي عادة محرك رئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر.
-
انخفاض عدد مشاريع التأسيس الجديدة في القطاع الصناعي والبنية التحتية بنسبة 17%.
-
انخفاض الاستثمارات في قطاعات التصنيع المرتبطة بسلاسل التوريد العالمية، مثل المنسوجات والإلكترونيات والسيارات، بنسبة 29%.
-
تراجع تمويل المشاريع الدولية بنسبة 11% من حيث عدد المعاملات و8% من حيث القيمة.
كما انخفض الاستثمار في القطاعات الأساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بنسبة 10% من حيث العدد و7% من حيث القيمة، مع تسجيل انخفاض حاد في البنية التحتية الجديدة بنسبة 31% من حيث القيمة و25% من حيث العدد، خصوصًا في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي.
القطاعات الواعدة ..قطاع الأغذية والزراعة الأبرز
على الرغم من التراجع العام، أظهرت بعض القطاعات نموًا في الاقتصادات النامية، مثل:
-
قطاع الصحة، حيث ارتفع الاستثمار بنسبة 37%.
-
قطاع الأغذية الزراعية، الذي حافظ على استقرار الاستثمارات.
في المقابل، سجل قطاع المياه والصرف الصحي تراجعًا بنسبة 40% عالميًا، ولم يتم إطلاق أي مشروع جديد في أفريقيا أو في أقل الدول نموًا.
توقعات الاستثمار الأجنبي المباشر
توقعت الأونكتاد أن مناخ الاستثمار العالمي سيظل صعبًا حتى نهاية 2025، نظرًا للتوترات الجيوسياسية والصراعات الإقليمية والتفتت الاقتصادي، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لتخفيف مخاطر سلاسل التوريد.
مع ذلك، أشارت المنظمة إلى أن تخفيف الظروف المالية، وزيادة نشاط الدمج والاستحواذ، وارتفاع نفقات صناديق الثروة السيادية قد تدعم تعافيًا طفيفًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر حتى نهاية العام.
اقرأ في العدد الجديد من نشرة غذائي (117)… الشركات المصرية تتألق في سماء جلفود للتصنيع
