تقرير ..ضغط الدولار وعوائد السندات يهوي بـ “أسعار الذهب”
الذهب يتراجع وسط ترقب الأسواق لبيانات التضخم الأمريكية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا بنهاية تعاملات الأسبوع، متأثرة بصعود الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد سندات الخزانة. ويترقب المستثمرون صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي من شأنها تحديد توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي.
هبوط الذهب في الأسواق العالمية
تراجع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليستقر عند 2,905.64 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 04:26 بتوقيت غرينتش. كما انخفضت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة مشابهة لتصل إلى 2,918.20 دولارًا للأوقية.
ارتفاع الدولار وتأثيره على الذهب
سجل مؤشر الدولار الأمريكي ارتفاعًا بنسبة 0.2% أمام العملات الرئيسية، مما ساهم في الضغط على أسعار الذهب، حيث تجعل قوة العملة الأمريكية المعدن النفيس أقل جاذبية للمستثمرين الأجانب.
وجاء هذا الارتفاع وسط حالة من الغموض السياسي والاقتصادي، خاصة بعد التصريحات غير الواضحة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن فرض رسوم جمركية على أوروبا، بالإضافة إلى تأجيل فرض رسوم على كندا والمكسيك.
تعافي عوائد السندات الحكومية الأمريكية
شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات ارتفاعًا، مما قلل من جاذبية الذهب، الذي لا يوفر عوائد لحامليه.
وفي هذا السياق، صرح إيليا سبيفاك، رئيس الاقتصاد الكلي العالمي في “Tastylive”، بأن “صعود الدولار وارتفاع عوائد سندات الخزانة أثّرا على الذهب خلال هذه الجلسة”، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الاتجاه العام للذهب لا يزال صاعدًا على المدى البعيد.
ترقب بيانات التضخم والتوجهات المستقبلية

تتجه أنظار الأسواق نحو مؤشر إنفاق الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو المقياس المفضل لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لقياس التضخم، والذي سيصدر يوم الجمعة.
وبحسب استطلاع أجرته وكالة رويترز، يتوقع المحللون أن يسجل المؤشر 0.3% نموًا شهريًا، دون تغيير عن قراءة ديسمبر 2024. أما الرقم الأساسي (باستثناء الغذاء والطاقة)، فيُتوقع أن يرتفع بنسبة 0.3%، مقارنة بـ 0.2% في ديسمبر.
ويعتقد سبيفاك أن “أي ارتفاع في مؤشر PCE قد يعرقل خطط الاحتياطي الفيدرالي لخفض الفائدة في المستقبل القريب، مما قد يؤثر سلبًا على أسعار الذهب”.
تراجع المعادن النفيسة الأخرى
لم يكن الذهب المعدن الوحيد الذي تعرض للضغوط، فقد تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.4% إلى 31.71 دولارًا للأوقية، بينما انخفض البلاتين إلى 961.57 دولارًا للأوقية، متراجعًا بنفس النسبة. كما انخفض البلاديوم بنسبة 0.3% ليصل إلى 923.93 دولارًا للأوقية.
مع اقتراب صدور بيانات التضخم الأمريكية، تبقى الأسواق في حالة من الترقب، حيث ستحدد هذه الأرقام مستقبل السياسة النقدية الأمريكية، وبالتالي مسار الذهب في الأسواق العالمية. ورغم التراجع الحالي، فإن حالة عدم اليقين الاقتصادي والسياسي قد توفر دعما للمعدن النفيس على المدى الطويل.