شريف الصياد: ارتفاع تكلفة الانتاج افقد منتجاتنا ميزة السعر التنافسى لصالح تركيا والصين

شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية :
تعميق التصنيع المحلى لمكونات الإنتاج أولى خطوات مضاعفة صادرات القطاع
انطلاق بعثة إلى المغرب يوليو المقبل ..وخطة للمشاركة بـ12 معرض سنويًا
** طفرة كبيرة بقطاع الأجهزة المنزلية.. ومستقبل واعد أمام قطاعات الكهرباء والأوانى المنزلية
تحرير سعر صرف الجنيه “قبلة الحياة” للمصدرين .. وزيادة وعى الشركات ضاعف من صادرات القطاع
طالب شريف الصياد، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية، الحكومة المصرية ببذل الجهد لاقناع مصانع مكونات ومدخلات الانتاج العالمية للاستثمار فى مصر لسد ثغرة استيراد هذه المكونات من الخارج الأمر الذى افقد المنتج النهائى المصرى ميزة السعر التنافسى لصالح الشركات الصينية والتركية، مؤكدًا أن الحوافز الموجودة فى مصر المتمثلة فى انخفاض تكلفة العمالة والطاقة وكذلك المعاهدات التجارية التى تسمح لهذه الشركات بالتصدير إلى الكثيرمن الدول نقطة هامة يمكن البناء عليها.
وأضاف “الصياد” خلال حواره مع “كومودتى ماركت” أن قطاع الأجهزة المنزلية والكهرباء والأونى المنزلية من المتوقع أن تشهد طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة، كاشفا عن خطط المجلس التصديرى خلال الفترة المقبلة، فإلى نص الحوار..
** فى البداية .. ما هي أبرز التحديات التي تواجه قطاع الصناعات الهندسية وسبل التغلب عليها؟
استطيع أن أجزم لك أن التحديات التى يعانى منها القطاع منذ السنوات العشر الأخيرة تكاد تكون مستمرة، فمشكلة القطاع لا تتمثل فى توافر المنتج ولا جودته ولا الأسواق التصديرية، بينما تتمثل فى ارتفاع تكلفة الانتاج مقارنة بالدول المنافسة لمصر مثل تركيا والصين، وسبب ذلك أن الكثير من الخامات ومدخلات الانتاج يتم استيرادها من الخارج ما يمثل عبئا إضافيا على سعر المنتج النهائى، حيث يضاف إليه مصاريف النقل والتخليص الجمركى والتخزين وغيرها ما يفقد منتجاتنا ميزة السعر التنافسى وبالتالى لابد من تعميق التصنيع المحلى الاستراتيجى وأعقتد أن الحكومة المصرية قادرة على اجتذاب مصانع مكونات ومدخلات الانتاج مثلما نجحت مؤخرا فى اجتذاب الكثير من المصانع الهندسية الأجنبية بغرض التصدير، لاسيما وأن 50% من المكونات والمدخلات الخامات يتم استيرادها لعدم وجود بديل محلى.
التحدى الثانى يتمثل فى الشحن خاصة لدول القارة الأفريقية لعدم وجود خطوط ملاحية سريعة ومنخفضة التكلفة وأغلب الرحلات مرة أو مرتين أسبوعيا ما يزيد التكلفة على المصدرين وبالتالى لابد من خطوط ملاحية سريعة ومنخفضة التكلفة للدول المستهدفة.
التحدى الثالث يتثمل فى برنامج دعم الصادرات الذى يعد هاما للمصدريين لانه يخفض تكلفة المنتج النهائى لكن بشكله الحالى لا يؤتى ثماره ولا يلبى طموحات المصنعيين، لذا ننادى ببرنامج يعتمد على صرف مستحقات المصدريين خلال 3 اشهر بحد اقصى وأن يكون الصرف ماديا وليس خصما من مستحقات على الشركة لصالح جهات حكومية ولا تعجيل لدفع مستحقات.
التحدى الرابع يتمثل فى كون أغلب المعامل الموجودة فى مصر غير معتمدة عالميا ما يدفع المصدريين لارسال منتجاتهم إلى الخارج لاختبارها وحصولها على شهادات المطابقة المعتمدة عالميا والتى باتت شرطا للتصدير وهو أمر مرهق ماديا على الشركات الصغيرة والمتوسطة ما يفقدها القدرة على التصدير، لذا لابد من العمل على اعتماد المعامل المصرية.
تلك هى التحديات الجوهرية التى تواجه القطاع فى الوقت الحالى بعد حل أزمة سعر صرف الدولار التى انتهت بتحرير سعر صرف الجنيه وفتح البنوك للاعتمادات.
**صادرات مصر الهندسية حققت طفرة كبيرة خلال الربع الاول من 2024، فما السبب وراء ذلك من وجهة نظركم؟
بالفعل .. زادت صادرات القطاع خلال الربع الأخير من العام الماضى والربع الأول من العام الجارى بشكل ملحوظ، نظرا لزيادة وعى الشركات بأهمية التصدير فالشركات التى كانت تصدر 25% من انتاجها زادت صادراتها لما يقارب الـ50% والشركات التى كانت بعيدة عن التصدير أسست إدرارت تصدير، وبات التصدير حياة أو موت للشركات وليس رفاهية، كما ساعد المجلس التصدير للصناعات الهندسية أعضاءه فى التصدير سواء من خلال البعثات الخارجية لاجتذاب عملاء أو من خلال تأسيس إدارات تصدير للبعض الأخر.
** وما هي الأسواق الرئيسية التي يستهدف المجلس التوسع فيها خلال الفترة المقبلة؟
الفترة الأخيرة شهدت تركيزا كبيرًا على السوق الأفريقى ونظمنا الكثير من البعثات إلى غرب القارة السمراء وزرنا بلاد مثل نيجيريا وكوت ديفوار، وخلال الفترة المقبلة سنركز على شمال افريقيا حيث بدأنا بتنظيم زيارة إلى ليبيا مطلع العام الجارى ونعتزم تنظيم بعثة إلى المغرب خلال الشهر المقبل، إلى جانب بعض الأسواق الأخرى خاصة الخليجية وعلى رأسها السوق السعودى، كما من المقرر أن يشارك المجلس فى معرض EBS خلال شهريوليو القادم، بالاضافة عدد من المعارض العالمية المتخصصة، حيث تعتمد خطة المجلس على المشاركة فى 12 معرضا كل عام.
** وما هي أكثر القطاعات التى يتوقع أن تشهد نموًا في الفترة المقبلة؟
أعتقد أن قطاع الأجهزة المنزلية سوف يشهد طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة، لاسيما بعد افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء خلال الفترة الماضية 4 مصانع عملاقة جاءت إلى مصر بهدف التصدير إلى الخارج والاستفادة من تكلفة العمالة والطاقة والاتفاقات التجارية، كذلك قطاعات الكهرباء والاوانى المنزلية من المتوقع أن يشهدا طفرة كبيرة خلال الفترة المقبلة.
** ما هي الابتكارات التكنولوجية الحديثة التي يعمل المجلس على تعزيزها في قطاع الهندسة؟
كمجلس تصديرى مهتمين جدا بالابتكار والتكنولوجيا وخلال المؤتمر الأخير لحفل جوائز التميز فى التصدير التى يعقدها المجلس سنويا تم تخصيص جائزة للأبتكارات الجديدة، وكل عام نعمل على تطوير الفكرة بالتعاون مع الكثير من الجهات الأخرى لحث الشركات على الابتكار.
** فى الأخير.. ماهي رؤية المجلس لمعرض “برو باك مينا” ومعرض “افريقيا لمكونات التصنيع الغذائي” ومدى استفادة شركات القطاع من وراء المشاركة فيه؟
الكثير من الشركات التابعة تميزت بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة فى تصنيع ماكينات التصنيع الغذائى، وبالتالى فمعرض “بروباك” أصبح من المعارض الهامة للقطاع لأنه يسوق لمنتج نحن متميزون فيه، لاسيما وأن الكثير منهم بات يصدر منتجاته إلى دول اوروبية.