تحديات قطاع عسل النحل في مصر وتأثيرها على الإنتاج والتصدير
البنا: تصدير طرود النحل الحية وزيادة المبيدات تهدد جودة العسل المصري
أكد فتحي بحيري، رئيس اتحاد النحالين العرب ورئيس مجلس إدارة شركة الأصيل للنحل، أن قطاع النحل في مصر يواجه تحديات كبيرة تؤثر بشكل مباشر على مستوى الإنتاج ومن ثم التصدير. وأشار إلى أن صناعة النحل تشهد تغيرات ملحوظة، أدت إلى تدني الإنتاج وارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج، مع تزايد انتشار الممارسات الخاطئة بين مربي النحل واستخدام المبيدات المفرط في الزراعة، مما يؤثر سلبًا على حياة النحل. بالإضافة إلى انتشار الآفات والأمراض التي تهدد هذا القطاع الحيوي.
وفي خلال الندوة التي نظمها المجلس التصديري للصناعات الغذائية، شدد “بحيري” على أهمية التكاتف بين النحالين ورفع الوعي المعرفي في هذا المجال. وأكد ضرورة التوعية بمصادر موثوقة لمساعدة النحالين في مواجهة المتغيرات الحالية، مع التركيز على حل المشكلات المتعلقة بتربية النحل وتوفير التمويلات اللازمة للقطاع. كما دعا إلى توعية المزارعين بمخاطر رش المبيدات وتأثيرها على النحل، مع التأكيد على ضرورة تحديد مواعيد الرش المناسبة.
تحديات تعيق تصدير عسل النحل
وأضاف “بحيري” أن ارتفاع تكاليف الشحن قد ضاعف من تكاليف الإنتاج، مما يزيد من صعوبة المنافسة في الأسواق العالمية، خاصة مع دول مثل الصين والهند والأرجنتين، التي تتمتع بتكاليف إنتاج أقل مقارنة بمصر. وأشار إلى أن مصر تعتمد في معظم صادراتها على الدول التي تربطها بها اتفاقات تجارية تمنحها مزايا جمركية.
وتطرق “بحيري” إلى غياب التنسيق بين الجهات المسؤولة عن قطاع النحل، مما يتسبب في عرقلة تطوير القطاع وزيادة معدلات نموه. وأوضح أن مشكلة متبقيات المبيدات والمضادات الحيوية تظل أحد التحديات الكبرى أمام نمو القطاع بالشكل الصحيح، مطالبًا بإعداد قاعدة بيانات شاملة للقطاع لتطويره وتحسين آلياته.
توسعات في الإنتاج وتحديات التصدير
وأوضح “بحيري” أن حجم إنتاج العسل في مصر يتجاوز 10 آلاف طن سنويًا، بينما تصل الصادرات إلى نحو 350 طنًا فقط. كما كشف عن خطة مصرية لزيادة عدد خلايا النحل إلى 4 ملايين خلية بدلًا من مليوني خلية حاليًا، في إطار التوسع الزراعي واستهداف استزراع 1.5 مليون فدان.
وأشار إلى أن القطاع غير جاهز حاليًا لفتح أسواق جديدة بسبب التحديات التي يواجهها، مثل ارتفاع نسب متبقيات المبيدات، وطالب بتوفير علاج مصري مطابق للمواصفات العالمية، بالإضافة إلى التوعية باستخدام المواد الطبيعية في تربية النحل.
كما دعا إلى إطلاق حملة توعية للتعريف بجودة العسل المصري في الأسواق المستهدفة، مشابهة لتجربة نيوزيلندا الناجحة في بناء “علامة تجارية” للعسل في الولايات المتحدة. وأكد أهمية المشاركة في المعارض الخارجية للترويج للمنتجات المصرية، مما يساهم في زيادة فرص التصدير.
أزمة تصدير طرود النحل الحية وزيادة مستويات المبيدات
من جانبه، أكد محمود البنا، مدير عام التصدير بشركة الوفاق السعودي، أن الأزمة الحقيقية في مصر تتعلق باعتماد الشركات بشكل أكبر على تصدير طرود النحل الحية بدلاً من العسل، مما يؤدي إلى أن النحل المتاح في مصر يكون ضعيفًا وأكثر عرضة للأمراض والمبيدات. وأشار إلى أن هذا يزيد من مستويات متبقيات المبيدات في إنتاج العسل.
وأضاف البنا أن هناك تفاؤلًا كان قد ساد عند إنشاء هيئة سلامة الغذاء لتسجيل المناحل، إلا أنه لم يتم حتى الآن تسجيل أي منحل ضمن قوائم الهيئة لإنتاج عسل نحل آمن ضمن الحدود المسموح بها من متبقيات المبيدات. كما أشار إلى أن القطاع يعاني من غياب المعامل المطابقة للمواصفات المطلوبة من الأسواق الخارجية، مما يزيد من تحديات التصدير.
وأشار البنا إلى أن الاتحاد الأوروبي يتطلب تحاليل إضافية لعسل النحل المصدر من مصر مقارنة بالأسواق الأخرى، وهو ما يعد غير متاح في مصر، بالإضافة إلى كلفته العالية. وأكد أن السوق الأمريكي يتطلب نوعين من الواردات: الأول بغرض الاستهلاك المباشر، وهو ما تتشدد فيه منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، بينما الثاني يستخدم في الأنشطة الصناعية، وهو أسهل من حيث التوافق مع متطلباته.
مطالب بحل معوقات التصدير وتعزيز التعاون الحكومي
وفي نفس السياق، طالب حسام الطوبجي، مدير التصدير بشركة أمتنان، بضرورة حل أي معوقات قائمة بين الجهات الحكومية والمصدرين بشكل عاجل لتعزيز صادرات مصر للأسواق الخارجية. وأكد أهمية توقيع جهاز التمثيل التجاري وهيئة سلامة الغذاء المزيد من بروتوكولات التعاون مع دول جديدة لفتح أسواق جديدة أمام صادرات العسل المصري لتعويض الأسواق الخليجية.
أخترنا لك .. فرص تصديرية لـ”عسل النحل المصري” بالأسواق الأوروبية والأمريكية .. تفاصيل
أخترنا لك ..جهود وزارة الوزراعة فى تطوير قطاع عسل النحل
